عبد الملك الحوثي يقود اليمن إلى أين؟
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام ومنها قناة الحدث الفضائية يوم الأربعاء 2016/09/21م أن عبد الملك الحوثي خص قناة المنار اللبنانية بخطاب متلفز حول نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن قال فيه إن «الخطوة ضد البنك المركزي أتت بتوجيه أمريكي بهدف الإضرار بكافة فئات الشعب اليمني»، مطالبا أهل اليمن خصوصا التجار ورجال الأعمال بدعم البنك المركزي «بقدر المستطاع حتى يتمكن من الوقوف والتماسك».
التعليق:
تسجيل عبد الملك الحوثي هذا يأتي بعد أيام من قرار نظام هادي بنقل البنك المركزي إلى عدن يوم 2016/09/18م، وتعيين منصر القعيطي محافظاً له خلفاً للمحافظ السابق محمد بن همام، وبعد فشل جماعة الحوثي في طباعة 400 مليار ريال لدى شركة روسية.
حين دخل الحوثيون صنعاء ووضعت اللجان الحوثية يدها على البنك المركزي في صنعاء في 2014/09/21، كان الاحتياطي من النقد الأجنبي لديه هو 5.2 مليار دولار وهو اليوم عند أقل من 700 مليون دولار مع نهاية آب/أغسطس 2016م. ذهب جله في الإنفاق على الحوثيين تحت مسمى “مجهود حربي، البالغ 25 مليار ريال شهرياً” مع حرمان قطاع كبير من موظفي الحكومة من مخصصاتهم المالية بحجبها عنهم، وإلا من أين لمحلات الصرافة “بكنية من دون اسم” التي انتشرت من قريب في مدن اليمن بطابعها المميز الذي يعرف أهل اليمن ماذا تعني.
الغريب والعجيب في الأمر هو دعوة عبد الملك الحوثي أهل اليمن إلى التبرع لصالح البنك المركزي “بمئة وخمسين ريالاً” وهو الذي رفعت ثورته ودخل بها صنعاء يوم 2014/09/21م شعار إسقاط الجرعة التي أقرتها حكومة باسندوه عن أهل اليمن والتخفيف عليهم من معاناة الفقر وشدة وطأته عليهم، فظن الظانون أن الحوثيين جاءوا بالحل السحري لإنقاذ أهل اليمن ومنع تسلط البنك وصندوق النقد الدوليين عليهم.
اليوم ظهرت الحقيقة جلية بأن عبد الملك وجماعته لا يملكون رؤية اقتصادية لا من الإسلام ولا من غيره تحل مشاكل أهل اليمن الاقتصادية، ناهيك عن باقي المشاكل التي يعانون منها جراء عدم تطبيق الإسلام عليهم، وتطبيق النظام الرأسمالي عوضاً عنه. وكان التفكير بأن المسيرة القرآنية التي انطلقت من صعدة قاصدة صنعاء هي البلسم الشافي لمشاكلهم!
لماذا لم يخرج عبد الملك في 2016/08/25 حين جاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمبادرة للحل السياسي في اليمن وفي 2016/09/16م حين التقى توماس شانون “نائب جون كيري” بوفدكم في عمان ليقول إن هذه الأعمال تقف وراءها أمريكا وأنها مرفوضة جملة وتفصيلاً؟ أم أن ذاك سياسة وهذا اقتصاد؟!.
أم أن عبد الملك لا يعلم أن ضباط الاستخبارات الأمريكيين عن جماعته والإنجليز عن صالح وعبد ربه هم من يديرون المفاوضات من مسقط ويحضرونكم جميعا كالدمى ترددون ما يقولون؟ ليس لكم من الأمر شيء سوى القول “المفاوضات يمنية يمنية”.
إن الله قد أعزنا بالإسلام بعقيدته ونظامه وأحكامه، فمن أخذ بها أعزه الله وسوّده. إن الله يرفع أقواماً بهذا الدين ويضع أقواماً. رفع به بلالاً وسالماً مولى رسول الله رضي الله عنهما، ووضع به أبا لهب وأبا جهل ومن هم على شاكلتهما. فالأصل في الإسلام التمسك بعقيدته والطاعة والانقياد لأحكامه، في السياسة والاقتصاد كما في غيرها من نواحي الحياة، لا التخلي عن كل هذا والتمسك بالنسب فإنه لا يغني عند الله شيئاً.
اللهم عجل لنا يا الله بالنصر من عندك بخليفة راشد يقيم فينا أحكام الإسلام ويوحد بلاد المسلمين تحت راية العقاب، ويقطع عنا دابر أعدائنا الذين تسلطوا علينا في أرضنا برضا من هم من جلدتنا، اللهم آمين. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس – اليمن