هيئة كبار العلماء السعودية تقرن بين الطيب والنتن
الخبر:
هيئة كبار العلماء: الانتماء للوطن فوق كل انتماء بعد الإسلام. جريدة الرياض 2016/09/23
التعليق:
منذ أن أسقط الغرب الكافر دولة الخلافة العثمانية، وأقام بدلا منها دويلات على أساس الرابطة الوطنية مفرقا المسلمين على أساسها، ورسم بنفسه حدود كل دويلة، ونصب على كل دويلة منها أحد عملائه وسماهم حكاماً، ووضع لكل دويلة دستوراً، ولكل دويلة راية، ولكل دويلة جيشا لحمايتها دون باقي البلاد الإسلامية، وجعل لكل دويلة نشيدا وطنيا ويوما وطنيا أو يوم استقلال يمجدونه ويحتفلون فيه، منذ ذلك الوقت وهو يسفك دماء المسلمين وينتهك حرماتهم وينهب ثروات بلادهم ويسعى في إشاعة الفساد وإفقار العباد، وتخريب عقول المسلمين، كل هذا يحدث في ديار المسلمين، وكل بلد مشغول بشأنه لا يأبه بمن حوله لأنه لا يهتم سوى بـ”وطنه”، متناسيا أن كل بلاد الإسلام واحدة، وكل أبناء المسلمين دمهم واحد، وكل المسلمين إخوة، ولو فكرنا لحظة لماذا حدث كل هذا، نجد بوضوح أن ذلك كان من نتائج نجاح الغرب الكافر في إسقاط دولة المسلمين الخلافة، وجعل الرابط الوطني هو أساس دويلاتهم عوضا عن العقيدة…
واليوم خرجت علينا هيئة العلماء بمناسبة اليوم الوطني، والذي كان محرما من قبل، خرجت علينا لتكرس الفكرة الغربية في تعزيز الدعوة للرابطة الوطنية بدلا من أن تبين للمسلمين أن جل مصائبهم بسبب تمزقهم أوطانا بعد أن كانوا كيانا واحدا. ويقرنون الانتماء للدولة الوطنية بالانتماء للإسلام، وكأنهم لا يعلمون ما حل بالمسلمين بعد أن جُعل الولاء للوطن، ومزّق شمل المسلمين إلى “أوطان” مفصولة يتغنى كل أصحاب وطن بوطنهم بانعزال تام عن باقي المسلمين!
ويكمل البيان بالثناء على تمسك المملكة بدينها وبمبادئها…، فأي دين ومبادئ تلك التى جعل منها حكامها رأس حربة لمحاربة الإسلام والمسلمين؟! فهل نسي هؤلاء العلماء الحرب التي يشنها آل سعود ضد أبناء المسلمين في اليمن وتلك التى يشاركون فيها كعضو في التحالف الذي تقوده رأس الكفر أمريكا – صديقة آل سعود وحليفتهم – لقتل المسلمين في سوريا؟! أم نسوا مساندتهم ودعمهم لكل من يعادي الإسلام ومسلمين وآخرهم قرينهم في العمالة في مصر ذلك السيسي وإغداقهم الأموال عليه؟! أي إسلام يتمسك ويطبق هؤلاء الحكام وهم لا يعرفون إلا الأنظمة الرأسمالية الربوية؟! أي إسلام يعرفون وهم كانوا أداة الغرب في تقسيم بلاد المسلمين وأداته الآن في الحفاظ على هذا التقسيم، بل في تقسيم المقسم؟! أي إسلام يتمسكون به ولا هم لملوكهم وأمرائهم إلا التنافس لنيل رضا أسيادهم في الغرب والمسارعة لتنفيذ سياساته؟! أي أسلام هذا وهم يساعدون الغرب على إحكام السيطرة على ما بقي من ثروات في بلادنا؟! وأي إسلام وولي عهدهم يتفاخر أمام دول العالم في كلمته بمحاربة (الإرهاب) ومساعدة الأصدقاء في حربهم ضده، وكل مسلم يعلم أن الكفار ما يقصدون بـ (الإرهاب) إلا محاربة الإسلام والمسلمين؟!…
ثم لا يخجلون في بيانهم أن يتغنوا بنعمة الأمن التي ينعمون بها في بلاد الحرمين، وكأن المسلمين الذين يقتلون في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وبورما…، لا قيمة لهم ولا وزن، بل كأنهم ليسوا من المسلمين، ولسان حالهم يقول “أنا ومن بعدي الطوفان” أي أنا لا يهمني أن يباد المسلمون في كل مكان، ما دمت أنا سالما!!.. فأي دين هذا الذي يحملون، أوليس هذا كله من سيطرة العقلية الوطنية التي خرجوا ليسوقوا لها؟!..
أيها العلماء!
إنكم ولا شكّ تعلمون أن تطبيق أحكام الإسلام بشكل حقيقي يضمن رضا الله عز وجل وعزة المسلمين وقوتهم وريادتهم وتوحيد بلادهم ونصرة ضعيفهم وحماية أراضيهم، لا يكون إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. التي تطبق الإسلام داخليا تصلح به حال المجتمع والرعية، وتحمله رسالة هدى ورحمة إلى العالم بالدعوة والجهاد.
إن سكوتكم عن ذلك في هذه الفترة الحرجة من عمر الأمة لجرم عظيم، وإن واجبكم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تنبذوا الرابطة الوطنية وحراسها من الحكام العملاء وراء ظهوركم كما نبذتهم الأمة، بدلا من أن تسارعوا لإنقاذها وإنقاذهم، وأن تقودوا أبناء الأمة بالعمل مع العاملين لنصرة الإسلام وتحكيم شرع الله تحت راية خليفة مسلم راشد يبايع على كتاب الله وسنة رسوله، وإنها أمانة نحملكم إياها الآن، ونحاسبكم عليها يوم لا ينفعكم حاكم ولا جاه ولا مال ولا بنون…
يا أهلنا في بلاد الحرمين!
إن سكوتكم ومتابعتكم لهؤلاء العلماء ليس عذرا لكم، فكل نفس بما كسبت رهينة وكل أمرئ يحاسب عن نفسه، فهبوا لإنقاذ أنفسكم من سخط الجبار، ولا تكونوا شركاء في تكريس سلطان أمريكا وعملائها بسكوتكم…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عمر – بلاد الحرمين الشريفين