الإدارة الأمريكية بين القدس ودمشق، فهل يتعظ المنبطحون؟!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الاثنين، 2016/9/26م خبرا تحت عنوان (ترامب سيعترف بالقدس عاصمة “لإسرائيل”) جاء فيه (ببعض التصرف):
أعلن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الأحد خلال لقائه رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو في نيويورك أنه سيعترف بالقدس عاصمة موحدة لدولة يهود في حال انتخابه، وفق ما أفادت به حملته.
وأضافت الحملة – في بيان – أن ترامب اعترف بأن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وأن الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب ستقبل في نهاية المطاف بالتوصية قديمة العهد للكونغرس بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة يهود.
كما عنونت الجزيرة في جولة الصحافة في موقعها (أوباما يحاور نفسه بصوت عال) جاء فيه: “في ظهوره الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يكن لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكثير مما يقوله عن الحرب الأهلية في سوريا، واكتفى بالقول إنه لا يوجد نصر عسكري نهائي، وإن بلاده ستستمر في العمل الدبلوماسي الشاق الهادف لوقف العنف وإيصال المعونات الإنسانية للمحتاجين ومساعدة من يسعون لتسوية سياسية.
هذا ما كتبه محرر صفحة الرأي بنيويورك تايمز فريد هيات، واستمر يقول “لكن، وبما أن سوريا هي فشله الإنساني والاستراتيجي الأكبر، وبحكم معرفتنا بأوباما، فإنه من المؤكد قد فكر في هذه القضية كثيرا…”
التعليق:
رغم ما يظهر من بعض الخلافات السياسية في الإدارات الأمريكية المتعاقبة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فإنه يجمعها دوما العداء للإسلام والمسلمين والحرص على كيان يهود وتدليله، وإن كانت هذه الحقيقة السياسية لا تحتاج إلى دليل لتتابع الأحداث والتصريحات على صحتها، فما فتئت هيلاري كلنتون مرشحة الحزب الديمقراطي تسابق ترامب في تقديم الوعود والإغراءات لكيان يهود، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد إدارة أوباما تمد عميلها بشار بأسباب الحياة والمال والسلاح؛ تارة من خلال عملائها تركيا وإيران وتارة أخرى من خلال روسيا وتارة ثالثة بتحييد بل بإقصاء أوروبا عن الصراع في سوريا بحجة أنها منطقة نفوذها، فهي تمسك بظنها كافة خيوط اللعبة من خلال نظام بشار المجرم وأعوانها تركيا وإيران ومعارضة الفنادق وبعض ممن ارتموا في أحضانها من الفصائل المسلحة سواء أكان ذلك عن جهل أم خيانة فالنتيجة سيان.
وليس كل هذا مستغربا؛ فأمريكا تجاهر بأعمالها وأقوالها بعداوتها للإسلام والمسلمين وتحرص كل الحرص على ربيبتها وابنتها المدللة (كيان يهود)، وإن أظهرت من طرف اللسان حلاوة إنما بهدف المراوغة والخداع السياسي وبعيدا عن مدى قدرة أمريكا على تطبيق وتحقيق وعودها لكيان يهود أو قدرتها على حل الأزمة السورية من وجهة نظرها، فإننا نتساءل حول انبطاح حكام العرب والمسلمين وممن يتسمون بالمعارضة تحت أقدام أمريكا يتسولون منها الحل ويشيدون بمواقف أوباما (العظيمة!) تجاه وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وكيفية تقديم المساعدات الطبية والغذائية لمن تقتلهم الإدارة الأمريكية بيد عميلها بشار وأتباعها كتركيا والسعودية وإيران وأداتها الروسية بوتين، لا شك أن كل عاقل يصل إلى نتيجة واحدة مفادها أن هذا هو الذل والهوان بعينه، بل الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وللقدس وأرض الشام قاطبة.
﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء: 139]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين