اللاجئون والمهجّرون في سوق النخاسة الرأسمالية
الخبر:
دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاتحاد الأوروبي إلى إبرام اتفاق هجرة مع كل من مصر وتونس، على غرار الصفقة العاملة مع تركيا.
وقالت ميركل، في كلمة ألقتها في قمة سياحية بالعاصمة الألمانية برلين، الاثنين 26 أيلول/سبتمبر: “يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمنع تكرار الوضع الذي واجهناه الصيف الماضي”.
وأعلنت ميركل أن الاتحاد الأوروبي ينبغي عليه أن ينفق أكثر على مساعدة البلدان النامية بهدف معالجة الأسباب الجذرية للهجرة.
التعليق:
يأتي هذا الكلام من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي طالما غالطت وتلاعبت بمشاعر العالم، بأعمالها الإنسانية ومواقفها التضامنية، وها هو القناع قد انقشع، وبانت حقيقة الوجه الرأسمالي النفعي لها ولبقية زعماء الاتحاد الأوروبي، الذين يضربون عرض الحائط بقداسة ما يُؤلّهون وما يعبدون من قوانين دولية وديمقراطية وحقوق إنسان.
وها هم حكام الغرب قد اتخذوا من اللاجئين والمهجرين، والذين قدّر عددهم بأكثر من 65 مليون شخص في العالم، وهو أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية، اتخذوهم كبضاعة تشترى وتباع، تحاك لها الصفقات وتعقد لها المؤتمرات، وكأننا في سوق النّخاسة، ونسوا أن ما عليه العالم اليوم ما كان ليكون لولا سياستهم العمياء التي يتبعونها.
إن سبب البلاء والرزية للإنسانية جمعاء هي العلمانية بنظامها الرأسمالي المتوحش إذ على مدى فترات طويلة من هذا النظام أفلست دول وجاعت شعوب وافتقرت، ونهبت موارد ونضبت أخرى، وغرقت بلاد بالديون للدول الكبرى وبنوكها ومؤسساتها الدولية، وانهارت أسواق المال وارتفعت أسعار الغذاء وانهارت العملات وفقدت بلاد احتياطياتها، كل هذه الأمور هي السبب الجذري لأزمة اللاجئين الكبرى. هذا هو واقع الحال منذ أن أصبح العالم يعيش في ظل الرأسمالية، أليست الأزمة الكبرى إذن هي أزمة الإنسان مع الرأسمالية وأصحابها أولاً وقبل كل شيء؟ ولماذا لا يفطن للأزمات بل لا يقال لها أزمات إلا عندما تصبح في عقر دار الغرب؟!
لذلك نقول، إن العالم اليوم بحاجة إلى نظام ينظر إلى الإنسان كإنسان، ويجعل من الإنسان محور البحث وموضوع معالجاته، وينظر إلى المشكلة الاقتصادية على أنها مشكلة إنسانية قبل أن تكون إنتاجا وإنتاجية وزيادة في الأموال والأرباح.
ولا يكون ذلك إلا بنظام الإسلام وبالإسلام وحده فهو الوحيد القادر على قيادة البشر، وهو الوحيد الذي يليق بحكم الناس، ذلك أنه من عند الله خالق البشر، والعالِم بما يصلح لهم دنياهم وآخرتهم ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح بوعزيز
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس