Take a fresh look at your lifestyle.

يوم ماليزيا – أحد الجهود الاستعمارية لترسيخ الهيمنة على الدول الضعيفة (مترجم)

 

 

 

يوم ماليزيا – أحد الجهود الاستعمارية لترسيخ الهيمنة على الدول الضعيفة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

بعد 16 يوما من الاحتفال بعيد الاستقلال في 31 آب/ أغسطس 2016، عقدت احتفالية أخرى احتفاء بيوم ماليزيا، الذي يصادف ذكرى تأسيس الاتحاد الماليزي باندماج كل من مالايا، وبورنيو الشمالية وسنغافورة، وساراواك جميعها لتشكل الدولة القومية في ماليزيا في 16 أيلول/ سبتمبر 1963. وقد عقد هذا الاحتفال في مدينة بينتولو في ولاية ساراواك. ومن الجدير بالذكر أن يوم ماليزيا لم يكن معترفاً به أو يحتفل به من قبل الدولة حتى عام 2010 عندما طالب الجيل الجديد من أهل ماليزيا الاعتراف به واستسلمت الحكومة الاتحادية أخيرا تحت وطأة معارضة قوية. بالنسبة للكثيرين، لا سيما لأهل ماليزيا في شرق البلاد، كان اختلال التوازن الاقتصادي والسياسي بين غرب وشرق ماليزيا دائماً مصدر قلق. لذلك ليس من الغريب أن رئيس الوزراء، في خطابه في الاحتفال بيوم ماليزيا هذا العام، اختار أن يتباهى بالتنمية الاقتصادية تحت ولايته قائلا إن الاحتفال هذا العام هو أكثر جدوى لأن مشاريع التنمية المختلفة التي تم تنفيذها في إطار برنامج التحول الوطني (NTP) أسفرت عن النتائج.

 

التعليق:

 

في 27 آيار/مايو 1961، ألقى رئيس وزراء ماليزيا آنذاك، تنكو عبد الرحمن خطابا أشار فيه إلى الحاجة إلى إنشاء ماليزيا من خلال دمج ولايات الملايو، وصباح، وساراواك وسنغافورة. وأنشأ البريطانيون لجنة كوبلد من أجل إجراء استفتاء بشأن الاندماج في بورنيو. كما أجري استفتاء مماثل في سنغافورة. وأخيرا، عينت الحكومة البريطانية لجنة لاندسدون لصياغة دستور لماليزيا والذي كان أساسا دستور 1957 نفسه الذي وضعته لجنة ريد. وأخيرا، تأسست ماليزيا رسميا في 16 أيلول/ سبتمبر 1963. ولم يكن إنشاء ماليزيا خاليا من المشاكل. فقد بدأت إندونيسيا، المستعمرة الهولندية السابقة المواجهة وتطالب الفلبين، حتى اليوم بجزيرة صباح.

 

للماليزيين الوطنيين، يعتبر تأسيس ماليزيا امتدادا للاستقلال من بريطانيا، والذي به أصبحت ماليزيا الآن “مستقلة” و”قادرة على صياغة مستقبلها”. ولكن لعدد كبير من الرعايا من أهل ماليزيا في صباح وساراواك، فإن الاحتفال بيوم ماليزيا أجوف، وفارغ ولا معنى له ما لم يتم الوفاء بالحقوق الخاصة واستقلال صباح وساراواك كما اتفق، ووعد وأكد عليها الآباء المؤسسون لماليزيا. لكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم بصر وبصيرة واضحة مثل وضوح الشمس، فإنه ليس من الصعب أن يروا أن ماليزيا، على الرغم من أن تطلعها للوحدة يستحق الثناء، فإنها لا تزال تتشكل داخل إطار الدولة القومية التي تظهر الضعف وعدم الاستقلال. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن ننكر أن التطور المادي واضح في دولة مثل ماليزيا، فإنه ليس خاليا من براثن الهيمنة الغربية وهيمنة العقلية الغربية. ما نواجهه الآن هو استعمار جديد؛ حيث إنه على الرغم من أننا قد تحررنا من الاستعمار العسكري، إلا أننا لم نتحرر بأي شكل من الأشكال من الهيمنة الغربية في جميع جوانب حياتنا تقريبا، لدرجة أننا قد نسأل أنفسنا ما هي قيمة الثروة المادية إذا كنا ما زلنا عبيدا لأهواء ورغبات رجال آخرين؟…

 

ماليزيا ليست فريدة من نوعها في وضعها هذا. فمنذ هدم الخلافة العثمانية، بذلت القوى الغربية جهودا واسعة لضمان هيمنة نموذجهم للدولة القومية على العالم الإسلامي، واليوم، يقفون منتصرين. وما دام المسلمون عالقين في إطار القومية المؤسف هذا، فإنهم سيتعرضون للاستعمار بكل أشكاله، في الاقتصاد (من خلال توفير الديون الخارجية والضوابط المالية، وما إلى ذلك)، والسياسة (من خلال العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهلم جرا) والثقافة (إباحية الثقافة الغربية) ومختلف جوانب الحياة الأخرى. كما نلاحظ أيضا وجود صدامات بين الدول القائمة في البلاد الإسلامية بسبب الاختلاف في المصالح والانقسام السياسي كما حدث مثلا في حرب إيران والعراق، والمصالح النفطية بين إندونيسيا وماليزيا، وحرب العراق والكويت وغيرها الكثير. كذلك فإن المسلمين هم أيضا ضعاف جدا في مواجهة العدو. فقد دمرت القومية الأخوة بين المسلمين في هذه الدول، إلى حد أننا بتنا عاجزين تماما وغير قادرين على مواجهة هجمات العدو. إننا نذكر الغزو الأمريكي للعراق؛ كيف أنه حدث دون أدنى جهد من المسلمين في البلاد الأخرى لوقف ذلك. ويعاني أهلنا في فلسطين باستمرار على أيدي الصهاينة الأنذال، ولكن لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من بنادق أي من جيوش المسلمين.

 

بالنسبة للبعض، قد يكون هناك تصور للاستقرار داخل مقصورة الفكر العلماني في الدول القومية والحكم الديمقراطي في العالم الغربي، ولكن في العالم الإسلامي يواجه هذا النموذج معضلة مستمرة، ويرجع ذلك أساسا إلى تناقضه مع وجهة نظر عامة المسلمين من أن القوانين يجب أن يكون مصدرها من الإسلام، وهذا هو الطابع الفريد للمسلمين. وعلى الرغم من أننا مضطرون للعيش في إطار الدول القومية، فإنه لم تغب عنا حقيقة أننا إخوة طالما أننا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. هذا هو الإيمان الذي يبقينا على قيد الحياة ولم يحدث أبدا في تاريخ مبدئنا العظيم أن المسلمين تخلوا أبدا عن العمل من أجل تطبيق دينهم. ونحن قد نكون نواجه صعوبات اقتصادية، في الوقت الراهن، لأننا اضطررنا للعيش تحت حكم الغرب، ولكن يجب علينا ألا نتخلى عن آمالنا في أن فرج الله قريب. ويجب علينا ألا نتخلى عن الدعوة إلى الإسلام، والدعوة إلى إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي لا يوجد فيها حكم إلا حكم الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

 

 

2016_09_29_TLK_3_OK.pdf