عندما تختلط بصمات الحافر وبصمات الكلب ببعضها
(مترجم)
الخبر:
تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الاعتقال والوضع تحت الوصاية الذي تتعرض له جماعة غولن الإرهابية “فيتو”، والذي بدأ بعد محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو “بصمات الحافر وبصمات الكلب اختلطت ببعضها”. وهناك من يقول “دعني أفتري على شخص ما، سأصدق على أي حال أحيانا، عندما أجد الوقت لذلك، أشاهد التلفزيون”. بعض الناس يلقون مثل هذه التعليقات، ولكن الشخص الذي يتهم ليس له علاقة بهذا الشيء، لكنهم يفترون عليه على أي حال، وهذا ليس صحيحا، وعلينا الامتناع عن مثل هذه الأخطاء”. (المصدر: وكالات)
التعليق:
بعد محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو، وحتى أكون صريحًا، بدأت الحكومة عملية مطاردة الساحرات ووقع ضحيتها الكثير من الناس من أنحاء مختلفة. شهدنا نفس العملية في قضيتي أرجينكون وانقلاب المطرقة الثقيلة (بايلوز). وفي هذه العملية تم وضع الأبرياء والمجرمين في حقيبة واحدة دون تمييز بينهما ووجهت لهم اتهامات خطيرة. وعملت الحكومة وحركة فتح الله غولن آنذاك معًا لتنظيف مؤسسات الدولة، وخصوصًا الجيش، من أنصار الإنجليز المحليين من خلال عمل دعاية ضدهم عبر وسائل الإعلام والسلطة القضائية، والتي انتهت في مطاردة ساحرات كبيرة. نحن الآن نشهد عملية مماثلة. فالأخطاء نفسها تتكرر، حيث العشرات من الناس يقعون ضحايا. وبطبيعة الحال فإن السبب الأساسي في ذلك هو النظام القضائي الرأسمالي، لأن هذا النظام هو من صنع الإنسان وليس لديه فكرة عن العدالة على الإطلاق. فقد تدهورت بسببه أعراض الناس وقيمهم. حيث إن مفهوم العدالة أفلس هنا. إنه نظام ذو سمعة سيئة بطغيانه، بعيد عن العدالة.
هذا هو جانب واحد من المسألة. والجانب الآخر هو أنه في الوقت الراهن، نظرا للعمليات الأخيرة، أصبح القوميون في وضع أقوى. وذلك مع تطهير تابعي غولن من القضاء في أعقاب المحاولة الانقلابية الأخيرة، وقد تم تعيين قوميين في المناصب الشاغرة مكان تابعي غولن، مما أدى إلى تعزيز القوميين. هناك رد فعل كبير وكراهية ضد كل من حركة غولن والحكومة. والآن، وبناء على تبادل الأدوار الذي حصل، فإن الهدف هو إخضاع جماعة غولن لذات الأمر. وعلى الرغم من أن هذه العمليات موجهة ضد جماعة غولن، لكن ما سيحصل في النهاية هو أن يعاني المسلمون بشكل عام أيضا، وذلك بسبب الكراهية التي يكنها القوميون الإنجليز للإسلام والمسلمين. بل إن هؤلاء تجرؤوا على مهاجمة كل ما هو مقدس في الإسلام وعند المسلمين تحت ذريعة جماعة غولن. ومن ثم اتهموا هؤلاء (الغولانيين) بدعم الانقلاب فمارسوا القمع ضدهم واستهدفوا كل ما يمت لهم بصلة عبر سلطة القضاء. وقد أدى هذا كله إلى وضع الحكومة في مأزق داخلي ودولي على حد سواء. هذا هو السبب الذي جعل أردوغان، كرد فعل يصرح، بقوله “بصمات الحافر وبصمات الكلب اختلطت ببعضها”.
ومن جانب آخر فقد تلاعب أردوغان بالشعب عندما تظاهر باستهداف حركة غولن، فيما كان هدفه الحقيقي استهداف القوميين. فقد حاول تطهير مؤسسات الدولة ومؤسسة الجيش منهم. وفي مواجهة ذلك، لم يكتف القوميون بالصمت. فقد أدركوا نية أردوغان والحكومة ولذلك استخدموا الذريعة نفسها، وبالذات سلطتهم في السلطة القضائية، بهدف تطهير الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى من الداعمين لأمريكا. ولذلك دخلت كل من أمريكا والإنجليز بكل طاقتهما في سباق مستخدمين بيادق محلية. فكلا الجانبين يحاولان استغلال محاولة الانقلاب التي حصلت في 15 تموز/يوليو لدعم نفوذه في تركيا. فمن جهة تسعى أمريكا لفرض هيمنتها على تركيا، ومن جهة أخرى تسعى لانتهاج خطوات سياسية من أجل تحييد الإنجليز تماما. الإنجليز أيضا يحاولون حماية دعائمهم الأساسية في البلاد وفي الوقت ذاته يسعون إلى تعزيز صوتهم وسلطتهم. ولن تتغير هذه الحال إلاّ بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإنها إذا ما قامت بمشيئة الله، فستضع حدا لحكم الكافر المستعمر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك