كسر الحصار لا يكون إلاّ بجيش عرمرم جبّار!….
الخبر:
تواصل السفينة “زيتونة” رحلتها باتجاه غزة لكسر الحصار المفروض عليها، وأعربت الناشطات على متن السفينة عن إيمانهن بالرسالة الإنسانية التي خرجن من أجلها، وأكدن تصميمهن على بلوغ الرحلة نهايتها، رغم المصاعب التي واجهتها حتى الآن.
وتقول الأسترالية مادلين حبيب قائدةُ السفينة، إنها تعمل مع طاقمها المرافق من الناشطات على إيصال رسالتهن للعالم من أجل فعل شيء لكسر الحصار. (الجزيرة نت، 2016/10/01)
التعليق:
في مقال نشر على صحيفة فايننشال تايمز بتاريخ 6 تموز/يوليو 2006 كتبه رئيس مجموعة الأزمات الدّولية حينها غاريت إيفانس ومدير برنامج الشرق الأوسط فيها آنذاك روبرت مالي أنّ “السّبب الأساسيّ في الحصار هو سعي (إسرائيل) إلى حرمان حركة حماس من ممارسة الحكم رغم فوزها في الانتخابات”، ومهما كانت الأسباب فإنّ نتائج هذا الحصار كانت مؤلمة وقاسية. تقول النّاشطة الفرنسية رئيسة جمعية “أورو فلسطين” أوليفيا زيمور إنّ النّاس بغزّة يعيشون في معسكرات اعتقال والأطفال يموتون يوميّا… فكيف كانت الرّدود على هذا القرار المجحف لكيان يهود؟ وهل تجاوزت التّنديد والاستنكار لتسجّل أعمالا ملموسة ترسم صورة مغايرة لردود فعل المسلمين تجاه هذا الحصار؟؟!! أم إنّ هذه المبادرات لا تسمن ولا تغني من جوع وهي ليست سوى مسكّنات لأوجاع أهلنا في غزّة وتهدئة للمسلمين في العالم حتّى لا يغضبوا ويطالبوا بالحلّ الجذري؟
محاولات متعدّدة لكسر الحصار عن غزّة وإبحار سفن نحو القطاع متكرّر… نجح بعضها في الوصول محمّلا بالمساعدات لسكّان القطاع كسفينتي “الحرّيّة” و”غزّة الحرّة” اللتين وصلتا إلى شواطئ غزّة يوم 23 آب/أغسطس 2008 وعُدّ أول كسر بحريّ لحصار كيان يهود على قطاع غزة. فيما اعترضت قوات الكيان الغاصب البعض الآخر ومنعته من الوصول. وتعتبر سفينة “المروة” الليبية التي كانت تحمل ثلاثة آلاف طن من المساعدات الغذائية والدوائية أوّل سفينة مساعدات عربية تحاول الوصول إلى شواطئ غزة،…
وهذه الأيام وبتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 2016 تجدّدت المحاولات مع السفينة “زيتونة” التي انطلقت من ميناء “ميسينا” بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ قطاع غزة بهدف كسر الحصار المفروض عليه وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة جرّاء هذا الحصار، وتحمل على متنها ثلاثين ناشطة من جنسيات مختلفة – رغم الصعوبات التي أصبحت تواجهها القوافل خاصّة بعد حادثة “السفينة مرمرة” والتي قتل فيها جنود البحرية في كيان يهود ناشطين من تركيا كانوا على متنها.
في تصريح له للجزيرة نت بتاريخ 2016/06/01 أكّد مازن كحيل رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار إنّ “القوافل البحرية بعد أسطول الحرية أصبحت تواجه مشاكل كبيرة خصوصا في الموانئ، حيث ترفض العديد من الدول تجمع القوافل التضامنية مع غزة في موانئها لأنّ دولة يهود تمارس عليها ضغوطا كبيرة”.
فهل ستحلّ هذه المبادرة النسائيّة قضيّة القطاع، وهل سترفع عن أهله الظلم والهوان؟ هل ستفكّ الحصار عن غزّة؟ هل بهذه المبادرات تحلّ القضايا والمشكلات؟ أم إنّها ذرّ للرّماد في العيون وتعميق للأزمات؟
ذكر مازن كحيل أن حملات وفعاليّات كسر حصار يهود عن غزّة بجميع أشكالها، وإن لم تتمكّن من فكّ الحصار حتى الآن فقد كبدت كيان يهود فاتورة باهظة تتمثل في كشف الوجه القبيح للاحتلال أمام العالم وتعرية ممارساته غير القانونية وغير الأخلاقية، بالإضافة إلى تكبيده خسائر اقتصادية نتيجة حركة المقاطعة العالمية…!!!
ما هكذا تكون الإنجازات وما هكذا يدفع كيان يهود الفاتورة. ما هكذا يفكّ الحصار عن غزّة وتطهر القدس من نجس يهود وتسترجع فلسطين!
لن تعود فلسطين ولن نستعيد فلسطين إلاّ بجيش يجهزه خليفة المسلمين يشفي قلوب المؤمنين وينصر دين ربّ العالمين ويخذل كلّ المجرمين والمتآمرين!!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت