عندما توضع جماجم ثوار الجزائر في متاحف فرنسا!
الخبر:
نشرت وكالة فرانس 24 بتاريخ 2016/9/28 خبراً مفاده أن أكثر من 18 ألف جمجمة محفوظة في متحف الإنسان في باريس. 500 منها تم التعرف على هويات أصحابها، من ضمنهم 36 قائدا من المقاومة الجزائرية قتلوا ثم قطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي في أواسط القرن التاسع عشر. ومن ثم نقلت هذه الجماجم إلى العاصمة الفرنسية لدوافع سياسية وأنتروبولوجية.
ومن بين القادة المحفوظة جماجمهم في هذا المتحف شريف بوبغلة الذي تزعم القتال ضد المستعمر في منطقة القبائل (وسط الجزائر) في مطلع عام 1850، والشيخ بوزيان زعيم ثورة الزعاطشة (جنوب شرق) في عام 1949.
وبحسب الوكالة فإنه نظرا للجدل حول هذه الجماجم التي تمثل جزءاً من تاريخ الجزائر، عزلت في خزائن بعيداً عن مرأى العموم، خوفاً من أن يثير وجودها جدلاً جديداً بين الجزائر وفرنسا حول حقبة الاستعمار والأرشيف المتعلق بها، ولم يكشف سر وجود تلك الجماجم حتى شهر آذار 2011 بعد تحركات للباحث الجزائري “علي فريد بالقاضي”.
التعليق:
هذه هي إحدى جرائم فرنسا مدعية الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، بحق أهل الجزائر الذين احتلت بلادهم 132 عاماً، فقتلت منهم الملايين، وهجرت مئات الآلاف، وارتكبت بحقهم مجازر مروعة من بينها إبادة ثلثي سكان مدينة الأغواط عام 1852م حرقاً بالنار وفي ليلة واحدة، ومنها أيضاً إجراء 17 تجربة نووية في الجزائر راح ضحيتها عشرات الآلاف، ومن جرائمها أيضاً أنها حين خرجت من الجزائر زرعت وراءها من الألغام أكثر من عدد سكان الجزائر، وجرائم أخرى لا يتسع المقام لذكرها…
إن أقل ما يقال عن احتجاز جماجم هؤلاء المقاومين من أهل الجزائر بأنها جريمة وحشية تدل على همجية هذه الدولة الاستعمارية، وحقدها وعدائها للإسلام والمسلمين: فهي لم تكتفِ بقتل المقاومين، بل نكلت بهم وقطعت رؤوسهم واحتفظت بها للذكرى في المتحف كغنيمة ومؤشر على الانتصار! فهي لم تحفظ حرمة للمسلمين لا أحياء ولا أمواتاً، يقول المؤرخ الفرنسي المهتم بالشأن الجزائري باسكال بلونشار، في حديث لقناة فرانس 24، إنّ هذه الجماجم وصلت إلى فرنسا لأنها كانت ترسل من قبل الجيش الاستعماري كمؤشّر انتصار على القوى المقاومة، لتتحول إثر ذلك إلى مادّة علمية استقطبت العديد من علماء الإنتروبولوجيا، علاوة على وجود سبب آخر وهو أن رؤوس زعماء المقاومة كانت تقطع لتعلّق في المدن والساحات العامة كرسالة لأهل الجزائر مفادها قتلنا قادتكم.
إن تاريخ فرنسا وحاضرها شديد السواد بحق المسلمين، ويداها ملطخة بدماء المسلمين في الجزائر وتونس وتشاد والمغرب وموريتانيا والسنغال، والعراق والشام وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلاد، هذا عدا عن تضييقها على المسلمين في بلادها كحظر ارتداء الحجاب والنقاب، تحت شعار محاربة (التطرف والإرهاب)! فعن أي إرهاب وتطرف يتحدثون وهم صانعوه؟!
لم تكن فرنسا لتتجرأ على ارتكاب مثل هذه الجرائم في بلاد المسلمين، لولا مواقف الحكام المتخاذلة، فأقصى ما يطالب به حكام الجزائر فرنسا هو الاعتراف بهذه الجرائم والاعتذار عنها! أهكذا يُقتص لدماء المسلمين التي أراقتها هذه الدولة الاستعمارية؟! أهكذا يُثأر لهؤلاء الأبطال الذين دفعوا حياتهم في سبيل الذود عن بلاد المسلمين ومحاربة المستعمرين؟!
لقد أمنت فرنسا العقوبة فأساءت الأدب، فاحتلت بلادنا، ونهبت ثرواتنا، وقتلت أبناءنا، وانتهكت أعراض نسائنا، واستهانت بحرمة موتانا، وأساءت لنبينا e، لأن جُنّة المسلمين وإمامهم غائب، ودولتهم أسقطت، ولكننا نستبشر خيراً بوعد ربنا وبشرى رسوله eلنا بعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة من جديد، وحينها سيكون جواب فرنسا على جرائمها ما ترى لا ما تسمع، ونسأله تعالى أن يكون ذلك اليوم قريباً.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة