يا رئيس السودان!
لا دولة للمسلمين غير الخلافة
الخبر:
البشير: (الحوار مشروع لبناء دولة ديمقراطية حديثة). صحيفة الرأي العام 2016/10/4م.
التعليق:
أين دولة الشريعة يا (سعادة) الرئيس التي ظللت 27 عاما تَعِدُ الناس بها؟ هذا التصريح وسواه كثير يؤكد على تخلي الدولة في السودان بكل صراحة ووضوح، عن مشروعها لإقامة الشريعة، والمضي قدما وبخطى متسارعة نحو العلمانية الصماء البكماء الشلاء، وهذا ما أكده البشير في خطابه يوم الأربعاء الماضي 2016/9/28 بقوله (إن استيعاب مخرجات الحوار الوطني يتطلب تعديلات دستورية وقانونية).
إنه لمن المؤسف والمحزن أن تصل بعض الحركات التي سمت نفسها إسلامية إلى السلطة، وتحكم عشرات السنين، ثم تكون عاقبة أمرها الدعوة إلى ما يدعونا إليه المستعمرون الغربيون، من ديمقراطية، ودولة حديثة، فتكون عاقبة أمرها خُسراً!
كان الأولى بحكومة السودان التي فشلت في إدارة شؤون البلاد، أن تتقي الله، وتعلن فشلها، وتعترف بجهلها بأحكام الإسلام ونظمه السياسية، وترد السلطان إلى الأمة التي اغتصبته منها، لتبايع الأمة رجلا منها، يتبنى الإسلام منهجا ونظاما للحياة ببرنامج واضح لا غشاوة فيه، ليقيم حكم الله، لا أن تأخذها العزة بالإثم فتمالئ الكافرين وتخضع للأعداء المستعمرين، فتغير وتبدل، وتبعد أحكام الله عن التطبيق والتنفيذ.
فلا دولة يعرفها المسلمون غير دولتهم الخلافة؛ التي هي حكم شرعي كالصلاة والصوم، يقول النبي عليه الصلاة والسلام «… ستكون خلفاء فتكثر». قالوا فما تأمرنا؟ قال: «فو ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم». أخرجه مسلم عن أبي هريرة. وهي التي بشر بها النبي عليه الصلاة والسلام أنها ستكون بعد الحكم الجبري فقال «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» رواه الأمام أحمد.
ختاما: نقول للعاملين للتغيير على أساس الإسلام إن هذه الأحداث المتسارعة لإرضاء الغرب، وهذه التصريحات الهزيلة ما هي إلا شاهد ودليل على أن هذا الزمان هو زمان تمايز صفوف؛ الحق وأهله، عن الباطل وشيعته.
لذا فليمثل هذا دافعا لأبناء الأمة المخلصين ليعملوا بجد وتفان، ويبذلوا أقصى طاقة؛ لإقامة دولة الإسلام، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لتقطع أيدي المستعمرين، وترضي رب العالمين، وتشفي غيظ المؤمنين.
قال تعالى: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم﴾ [آل عمران: 179]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد جامع – أبو أيمن
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان