Take a fresh look at your lifestyle.

الغرض من “الانقلاب الثاني” المزعوم (مترجم)

 

الغرض من “الانقلاب الثاني” المزعوم

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

تحدث رئيس الأركان العامة خلوصي عكار في حفل استقبال في البرلمان. وقد أجاب عكار عن سؤال وجه له حول احتمال وجود محاولة انقلاب ثانية، فقال: “نحن دائمًا نأخذ مثل هذه الأمور على محمل الجد، ولكن أنا شخصيًا لا أعتقد أنه سيكون هناك أي انقلاب. أنا لا أرى إمكانية لحدوث محاولة انقلاب ثانية”. [المصدر: إنترنت خبر]

 

التعليق:

 

أفصح نائب رئيس حزب الأمة والعقيد المتقاعد حسن أتيلا أوغور عن مزاعم تتعلق بمحاولة انقلاب خلال برنامج تلفزيوني شارك فيه، فقال: “يمكن لجماعة غولن الإرهابية أن تقوم بمحاولة انقلاب ثانية بحيث تغزو بريطانيا تركيا، فبريطانيا تقوم بدفع الأموال للقبائل في جنوب شرق تركيا”. بعد ذلك قامت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة بنشر هذه الادعاءات من خلال عناوين الصحف الخاصة بها.

 

وعلى الرغم من مرور فترة طويلة على موضوع السؤال، إلا أن الناس ما زالوا يتحدثون عن هذا الأمر. وقد تجمعت القبائل معًا وفندت هذه المزاعم وقالوا إنهم سيقومون بإدانتها.

 

وأخيرًا علق رئيس الوزراء بن علي يلدريم على هذه المزاعم بقوله: “إذا جاؤوا، فسيروا ما نحن قادرون عليه” ولكن رئيس الأركان خلوصي عكار قال: “لا أعتقد أنه سيكون هناك أي انقلاب… لا أرى إمكانية لحدوث ذلك”.

 

بعد محاولة الانقلاب، جرى اعتقال نصف جنرالات القوات المسلحة التركية، وقد تم أيضًا اعتقال المئات من عقداء الجيش وآلاف الضباط. ولم يمض سوى ثلاثة أشهر على وقوع الانقلاب حتى بدأ الحديث عن انقلاب ثان.

 

في الواقع، إن أول شخص تحدث عن هذا الزعم وبعد يومين فقط من محاولة الانقلاب كان روبرت فيسك، وهو صحفي يعمل في صحيفة “الإندبندنت البريطانية” في منطقة الشرق الأوسط. فقد قال روبرت فيسك: “لا يعني عدم نجاح الانقلاب أن الجيش موالٍ لأردوغان”، ومن خلال قوله “كونوا على استعداد لانقلاب آخر في الشهر المقبل أو في هذا العام” فقد زعم وجود محاولة لانقلاب جديد.

 

وبعد محاولة الانقلاب بنحو ثلاثة أشهر، كان واضحًا أن القوميين يحاولون إثارة الذعر بين الناس من خلال مزاعم تتعلق “بانقلاب ثان”. ولكن الشخص الذي أدلى بهذا التصريح المتعلق بموضوع السؤال وهو نائب رئيس حزب الأمة (حزب العمل السابق) حسن أتيلا أوغور، لم يقدم أية معلومات موثقة. وقد حاول من خلال هذه المزاعم نشر الخوف من “انقلاب ثان” في جو مشحون بالرعب لمحاولة الحصول على بعض المكاسب من الحكومة.

 

لقد حاول أن ينسي الناس أن من يقفون فعلاً وراء الانقلاب هم “العلمانيون الكماليون” من خلال استخدام جماعة غولن ككبش فداء، ويحاول نشر قناعة أنه لا بد من الاستعانة بالقوميين حتى تحققوا النجاح في المعركة ضد جماعة غولن.

 

وقد استطاع هؤلاء القوميون ومن خلال ضجة “الانقلاب الثاني” إيصال الرسائل التالية للحكومة: “يمكننا منع الانقلاب”، “إن التعاون بين القوميين والحكومة ينبغي أن يستمر بعد الانقلاب”، ولكنهم في الوقت نفسه نشروا في صفوف الناس الخوف والرعب وأوصلوا رسالتهم للناس: “إنكم تحتاجوننا”.

 

وما زالت الحكومة تقوم باستغلال أهل تركيا المسلمين الذين نزلوا إلى الشوارع يهللون ويكبرون، والذين قاموا أيضًا بحمايتها من خلال التصدي للرصاص بأجسادهم. والقول بأن الحكومة قد عادت إلى الحالة التي كانت عليها في عام 2007 ربما يكون صحيحًا. فقد جرى التصريح بالعديد من الرسائل العلمانية والديمقراطية؛ تغيير السياسة الخارجية تجاه كيان يهود وروسيا ودول أخرى في المنطقة. وقد عاد حزب العدالة والتنمية إلى خطابه الذي صاحبه عند بداياته. وإلا كيف يمكن تفسير ظهور القوميين المتكرر على وسائل الإعلام الرئيسية وامتلاكهم لتأثير قوي على الرأي العام ووسائل الإعلام المقربة من الحكومة؟

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عثمان يلديز

 

 

2016_10_07_TLK_1_OK.pdf