سفن حربية أمريكية جديدة إلى باب المندب
في إطار الصراع الغربي في اليمن
الخبر:
فوكس نيوز: إرسال سفينتين حربيتين أمريكيتين إلى باب المندب
التعليق:
أعلنت فوكس نيوز الأربعاء 4 محرم 1438هـ الموافق 5 تشرين الأول/أكتوبر 2016م عن إرسال الولايات المتحدة الأمريكية سفينتين حربيتين إلى باب المندب، وقالت قناة الحدث إنه إضافة إلى تلك السفينتين توجد سفينة غوص أمريكية في المنطقة ذاتها، ويأتي ذلك الإعلان بعد تعرض سفينة إماراتية لصاروخ (حوثي) في باب المندب، وبهذا سارعت أمريكا بإرسال سفنها الحربية إلى هناك متذرعة بحماية الملاحة الدولية، رغم عدم حاجة أمريكا إلى ذلك من أجل إيقاف الحوثيين، ولكنها استغلت الحدث فقط من أجل مزيد من السيطرة العسكرية على أهم المضايق العالمية، وكذلك ضمن الصراع العسكري والسياسي الغربي على اليمن.
ورغم أن الإمارات تقول إن تلك السفينة التي تم ضربها هي سفينة مساعدات إنسانية، إلا أن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه لم يردنا أن السفينة الإماراتية هي سفينة مساعدات، وهذا يتوافق مع مزاعم الحوثيين أنها سفينة عسكرية، ما يكشف حدة الصراع إقليميا ودوليا في الأزمة اليمنية.
فالإمارات اليوم تبدو هي اللاعب الرئيس عسكريا وسياسيا في المناطق التابعة للحكومة اليمنية، وتنتشر قواتها أو القوات التابعة لها على طول المدن اليمنية الجنوبية، ويعتبرها السكان المحليون الحاكم الفعلي هناك. وواضح أن الإمارات إنما تنفذ أجندة بريطانيا في المنطقة، في حين تبقى بريطانيا غير ظاهرة في صراعها مع أمريكا على اليمن، وإن كان الدور البريطاني يظهر بوضوح في الدعم السياسي لحكومة هادي، وكذلك في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة.
ويبدو أن أمريكا وجدت في الصاروخ (الحوثي) ذريعة مهمة من أجل وجود عسكري أقوى في باب المندب، يوجه رسالة قوية إلى المنافسين بأن أمريكا لن تتخلى عن أهم المعابر التجارية والاستراتيجية في العالم، وأن على حكومة هادي القبول في نهاية المطاف بالشراكة مع الحوثيين في حكم اليمن، وإلا فإن الحرب ستستمر في تجاهل واضح من أطراف الصراع لعدد الضحايا المتزايد في ثاني أكبر بلد خليجي من حيث عدد السكان، بعد العراق الذي حاله لا تختلف كثيرا عن حال اليمن، من حيث الحرب المغطاة بغطاء طائفي في خدمة المصالح الغربية.
ولن يخرج أهل اليمن من دائرة الصراع الغربي على الثروة والنفوذ في بلادهم إلا إذا انفضوا عن تلك القيادات الخائنة التي سلمت البلاد والعباد للغرب الكافر، يسفك الدماء وينهب الثروة ويحطم البلاد، فكلا طرفي النزاع في اليمن قد سلّم قيادته للمستعمر الأجنبي علنا ينصاع لأوامره وينفذ خططه، دون اعتبار لسيل الدماء النازف منذ ما يقارب العامين!
ولا أجد ما أبشر به أهلنا في اليمن في خضم هذا الصراع المحتدم على بلادهم، أفضل من بشرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث قال في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد: «…ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، وإني لأرجو أن تكون نواة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في اليمن، كما كان أهل اليمن هم من أنصار دولة الرسول الأولى في المدينة المنورة، وإن هذا ممكن في حال انفك أهل اليمن عن السير خلف القيادات المضللة التي تقودهم خلف الكافر المستعمر جنودا له في صراعه على قاعدة مثلث الثروة من النفط والغاز كما هي الحال في الصراع الغربي الحالي على رأس المثلث في بلاد الرافدين.
أيها الأهل في اليمن: إن مشروع الأمة اليوم لن يأتي من أروقة الأمم المتحدة، بل من عقيدتها التي حددته لها بأنه العمل الجاد والمخلص مع العاملين وسط الأمة لإعادة مجدها وعزها وسؤددها بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تحقيقا لبشرى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن