يُحرِّمون الزواج المبكر ويبيحون الفاحشة!!
الخبر:
مع تزايد أعداد المهاجرين السوريين والأفغان والعراقيين إلى ألمانيا، تنبهت الحكومة إلى وجود عدد كبير من المتزوجين شرعيا ولم يبلغوا بعد السن القانونية للزواج في ألمانيا ويعتبرون قاصرين قانونيا. ولذلك يطالب الائتلاف الحكومي في ألمانيا بفصل المتزوجين من اللاجئين الذين لم يبلغوا السن القانونية المحددة بثمانية عشر عاما، وتعمل الحكومة على استصدار قانون يمنع أئمة المساجد من إجراء عقود زواج على الطريقة الشرعية الإسلامية. [مرآة اليوم – الألمانية]
التعليق:
الحكم الشمولي المسبق الذي يرافق هذه المباحثات، هو اعتبار أن هذا الزواج يتم بالإكراه، ولذلك يجب منعه، ولم تعمل اللجان القانونية على بحث الحالات منفردة وتستخلص لكل حالة حلا مناسبا. وقد تجاوزت الحكومة حد المطالبة بمنع العقود إلى العمل على فصل المتزوجين سابقا وإبعادهم عن بعضهم بعضاً ومنعهم من العيش في بيت زوجي حتى يبلغوا سن الثامنة عشرة، بغض النظر عن رغبتهم بذلك أو تعلقهم ببعضهم بعضاً. وهذا الأمر يتم تطبيقه عمليا في الدنمارك دون استثناءات إنسانية.
المفارقة السقيمة هي أن القانون الغربي لا يمنع القاصرين والقاصرات من إقامة علاقات صداقة تصل حد المعاشرة الجنسية بعلم الأهل أو بدون علمهم، ولا يعاقب القانون أحدا على إتيان الفاحشة بشتى أصناف العلاقات الجنسية الشاذة وغير الشاذة، في أي مرحلة من مراحل العمر. فالقانون لا يتدخل في رغبة الشاب أو الشابة الذين لم يبلغوا حتى الرابعة عشرة أو دونها في إقامة علاقة جنسية دائمية أو عابرة. وقد بلغ عدد حالات الإجهاض في العام 2010 حسب الإحصاءات الرسمية 110431 حالة، منها فتيات لم تبلغ سن العاشرة. فيما بلغ عدد حالات الولادة من قاصرات حوالي خمسة آلاف حالة. ويعتبر العدد الحقيقي فوق هذا بكثير.
بل إن المجتمع يعتبر الشاب أو الشابة معقدا نفسيا إذا بلغ الرابعة عشرة دون أن يكون مرتبطا بعلاقة صداقة ويسخر منه أقرانه على أنه ضعيف الشخصية وقليل الحظ!! ويشجع الأهل أبناءهم في هذه السن المبكرة على الارتباط الدائم بعلاقة “غير شرعية” تحت رعاية الأهل ويمارسون الرذيلة “المشروعة!” في عُرفهم ولا يحاسبهم أحد على ذلك، بل يلاقون الترحيب والتشجيع. ولا يستطيع الأهل منع أبنائهم من إقامة علاقات جنسية حسب رغبات الأبناء حتى ولو لم توافق رغبات الآباء.
القضية إذن ليست قضية سنٍ قانونيةٍ للزواج بل هي دفع نحو الرذيلة، وإكراه على الفاحشة، وإلزام المهاجرين بالحياة الغربية والأعراف المنحطة في المجتمع الفاسد. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19]
نسأل الله أن يكرمنا بالعيش تحت راية الإسلام في دولة عزيزة؛ خلافةٍ راشدةٍ على منهاج النبوة كما بشر بها النبي r: «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا