صحفي باكستاني يكشف عن الفصل الأخير في صراع الجيش والحكومة
(مترجم)
الخبر:
“أزالت وزارة الداخلية اسم سيريل ألميدا من قائمة التحكم في الخروج (ECL)، وهو الصحفي في صحيفة الفجر، الذي أجبر الحكومة على الشروع في إجراء تحقيق لتحديد الشخص المسؤول عن تسرب قصة اجتماع أمني رفيع المستوى”. (صحيفة الفجر 2016/10/15)
التعليق:
فوجئ العلمانيون في باكستان الأسبوع الماضي بإدراج الصحفي والكاتب المؤقت المعروف في جريدة الفجر سيريل ألميدا، وهو نصراني كاثوليكي، على قائمة حظر الطيران في باكستان. وكانت جريمته هي الكشف عن تفاصيل اجتماع خاص بين كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، برئاسة رئيس الوزراء نواز شريف.
ووفقا لحساب ألميدا المحقق جيدا، فإن نواز شريف كان قادراً على مناورة العسكر إلى موقف ضعف، مشيراً إلى تزايد العزلة الدولية بسبب السياسة العسكرية، وإجبارهم على الاعتراف بتفوق المدنيين في المسائل الأمنية الداخلية.
وقد اضطر نواز شريف إلى إصدار إنكار قوي وتحرك سريع ضد ألميدا لأن الدعايات غير المرغوب فيها عن التكتيكات الأخيرة للحكومة قد تحدث ردة فعل عنيفة من قبل الجيش. في الواقع، وكما وصف ألميدا الاجتماع بوضوح، فإن نواز شريف كان حذراً للغاية خلال الدورة من أن لا يظهر أي ازدراء شخصي ضد الجيش.
وتواجه باكستان الوضع ذاته الذي تواجهه على نحو متزايد العديد من البلدان الإسلامية الأخرى أيضاً – العديد من عملاء المخابرات الأمريكية يبقون في صراع مستمر مع بعضهم بعضاً. ومع الارتفاع الكبير للوعي الإسلامي في الأمة الإسلامية، لا يمكن لأمريكا أن تثق بأي أحد من عملائها بأن يستطيع السيطرة الكاملة على بلد مسلم واحد. بدلا من ذلك، تقوم أمريكا برعاية فصائل مختلفة في وقت واحد، حيث إن تحقيق شيء واحد من كل فصيل يمكن أن يكون بمثابة تدقيق على الآخرين.
إن الجيش والحكومة على حد سواء في باكستان مواليان للولايات المتحدة. فعلى الرغم من فتح علاقات مع الصين، والآن روسيا، إلا أن القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية لا يمكنها التفكير في العمل خارج الدائرة الأمريكية. لذلك هم يضعون كل أصبع لهم على الخط الأمريكي، بينما يحاولون قدر استطاعتهم الحفاظ على مصالحهم المؤسسية.
استطاع رحيل شريف الهيمنة على الحكومة أغلب فترة ولايته من خلال فوزه بتأييد أمريكا خلال عملية “ضرب العَضْب” ضد المسلحين في المناطق القبلية. وقامت أمريكا في المقابل بمكافأة الجيش مؤخرا من خلال القضاء على عناصر مضادة لباكستان في أفغانستان، مثل حافظ سعيد خان في آب/أغسطس 2016، وهو قائد لتنظيم الدولة قد شكل تهديدا لباكستان.
إلا أن الجيش بطيء في التحرك ضد العناصر المعادية للهند داخل باكستان، بسبب انعدام ثقة الجيش العميقة للهند. في حين كانت حكومة نواز شريف هي التي أحرزت معظم التقدم في محاولة تطبيع العلاقات مع الهند بينما تجاهلت احتلال الهند الوحشي لكشمير. لذلك تجد أمريكا أن الحكومة مفيدة في تنفيذ بعض سياساتها في حين إن الجيش مفيد لأمور أخرى.
إن توقيت خطوة نواز شريف الحالية ضد الجيش مفاجأة صغيرة. فقد واجهت الحكومة ضغوطا من الجيش للتدخل في صميم دائرة سياسة نواز شريف في البنجاب. لكن من المقرر تقاعد رحيل شريف الشهر المقبل، لذلك فهو في أضعف وقت له في الوقت الحالي. فيجب على نواز شريف أن يتصرف قبل أن يتم تثبيت الرئيس القادم ويكون قادرا على تعزيز المؤسسة تحت قيادته.
للأسف، إن مصالح المسلمين في باكستان مغيبة بين كل هذه المكائد، الذين غرر بآبائهم للمشاركة في الحركة لبناء باكستان معتقدين أنهم يؤسسون الدولة الإسلامية الحقيقية! وكل ما انتهوا إليه كان نظاماً بريطانياً استعمارياً يديره عملاء تحت سيطرة أمريكا. يتاجر هؤلاء العملاء بمصالحهم الخاصة ضد أمريكا. وباتباع السياسات الأمريكية، يأملون في كسب المزيد لأنفسهم. يملك نواز شريف الجائزة الكبرى التي تبلغ أكثر من 50 مليار دولار من ممر الاقتصاد الصيني – الباكستاني لتغطية الفساد المالي غير المصرح به؛ لذلك هو يحتاج إلى البقاء موالياً لأمريكا لضمان عدم إعاقة ذلك. ولا يزال الجيش يأخذ من جنرالاته مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
يجب على مسلمي باكستان إدراك أنه لا يمكن أبداً للنظام الحالي تحقيق النتائج، إلا ما تطلبه أمريكا. وإن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة يصورها النظام في باكستان على أنها مشروع خيالي، ولكن إذا كان الناس في باكستان يريدونها حقا، فما الذي سيمنعهم؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح