الأزمة البريطانية
الخبر:
تعيش بريطانيا في الوقت الراهن أزمة على مختلف المستويات. فالحالة الاقتصادية في هبوط، والسياسة الداخلية والخارجية في تخبط، والعنصرية اشتعلت في مختلف قطاعات المجمتع.
التعليق:
لقد بدأت أزمة بريطانيا عام 2008 حين عصفت الأزمة الاقتصادية بكثير من البلدان الغربية. وما أن بدأت المياه تعود إلى مجاريها حتى استلم الحزب المحافظ الحكم عام 2010 الذي آثر الأقلية من أصحاب رؤوس الأموال على الأكثرية من الشعب. ومن حينها بدأت التحركات من مختلف قطاعات الشعب ضد سياسات المحافظين. حتى إن اسكتلندا رأت أن في مصلحتها الانفصال عن المملكة المتحدة، فعملت استفتاء ولكن النتيجة كانت في صالح عدم الانفصال.
وقد تردى الوضع حين أعلن المحافظون عن نيتهم في عمل استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهذا لاستغلال الاتحاد الأوروبي قدر الإمكان وتهديده بالخروج إن لم يخضع للشروط البريطانية. أشعل هذا الاستفتاء نقاشات وخلافات لم تهدأ إلى يومنا هذا. وبالفعل تم عقد الاستفتاء وكانت نتيجته لصالح الانفصاليين. فظهرت صدمة كبيرة على الحكومة والأحزاب السياسية الكبيرة والقنوات الإعلامية بشكل عام. حينها بدأت الثقة بالاقتصاد البريطاني تتزعزع وبدأ الاقتصاد في الهبوط، إلى أن أعلنت رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن موعد تفعيل المادة خمسين المتعلقة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، حينها نزلت قيمة الجنيه الإسترليني لمستوى متدن لم يصله منذ عقود.
فلم تؤثر نتيجة الاستفتاء على الاقتصاد فقط بل إن فكرة الانفصال بحد ذاتها ودعوة سياسيين من الأحزاب الكبيرة لها، هيأت بعضا من الأجواء العنصرية ضد أي شيء غير بريطاني أصلي. فقد زادت حالات التهجم من قبل المتعصبين والعنصريين على مختلف الجاليات الأجنبية ومنها الإسلامية.
لقد وضع حكم الحزب المحافظ بريطانيا في أزمات داخلية وخارجية، وهذا أدى لظهور شخصيات اشتراكية مثل جيرامي كوربِن رئيس حزب العمال وهو الحزب الأكبر الآن بعد تولي جيرامي قيادته. حيث يظهر أن العامة بدأت تتطلع لتغيير أو ترقيع ربما للرأسمالية التي دائما تنحاز للطبقة الغنية مستغلة باقي طبقات المجتمع.
فيظهر أن بريطانيا تعيش أزمة حقيقية على كل المستويات، نسأل الله تعالى أن يكون ذلك في مصلحة المسلمين، فينشغل الغرب بأزماتهم الداخلية والخارجية، ويهيئ الله الأجواء للمخلصين بإتمام وعد رب العالمين، بإقامة حكم الإسلام والتمكين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الأيوبي