يا أهل الكنانة أزمتكم في الرأسمالية التي تحكمكم والعملاء المنفذين لها
الخبر:
ذكرت جريدة المصري يوم السبت 2016/10/15م على موقعها، أن أزمة نقص السكر تواصلت بالأسواق والمحال التجارية في المنيا حيث استقر سعر الكيلو عند 9 جنيهات، كما نقلت تصريح الدكتور محمود يوسف، وكيل وزارة التموين، بأن القوافل التموينية بالقرى والمدن تواصل طرح كميات من السلع الغذائية واللحوم والسكر بأسعار مخفضة، مضيفًا أنه تم ضبط كميات كبيرة من السكر والسلع الغذائية داخل مخازن غير مرخصة، فيما شهدت سوق بيع اللحوم الحمراء ارتفاعا في الأسعار، حيث وصل سعر الكيلو لـ 90 جنيهًا.
التعليق:
أزمات تتلوها أزمات تعصف بالكنانة وخاصة فقرائها تفرغ ما في جيوبهم وتلتهم ما تبقى من مدخراتهم حتى نستطيع أن نقول إنهم لم يعد لديهم مدخرات أمام هذه الأزمات التي لا تنتهي، بل هي جزء أصيل تنتجه الرأسمالية الحاكمة والتي تقوم أصلا على نهب أموال الناس.
أرض الكنانة لا تنقصها ثروات ولا موارد تغني أهلها وتؤهلهم لعيش كريم وتمكنهم من إنتاج ما يكفيهم ويفيض عنهم من غذاء ودواء وسلاح وغير ذلك، ما فيها من موارد يجعلها تستغني عن الدنيا بما فيها بحدودها القطرية الضيقة تلك التي رسمها سايكس وبيكو، إلا أن كل هذه الموارد منهوبة مسخرة للكافر المستعمر ليقطف ثمارها ويجني خيراتها ثم يلقي بفتات موائده لأهل الكنانة، في حراسة من عملائه حكام بلادنا النواطير الذين يأكلون خيراتنا ويرعون فينا مصالح عدونا.
إن أزمات الكنانة كلها سببها تطبيق الرأسمالية عليهم وهؤلاء الحكام العملاء المنفذون لها، فما بين منح الغرب الحق في تملك هذه الثروات والتنقيب عنها وإنتاجها، إلى إجباره للأمة على التعامل بورقته النقدية عديمة القيمة المسماة بالدولار والتي لا قيمة لها إلا جبروت دولتها وإرهابها، وستظل الأزمات تتفاقم طالما بقيت تلك الرأسمالية تحكم بلادنا سننتقل في ظلها من سيئ إلى أسوأ، وكلما انحدر حالنا ترحمنا على ما سبقه من أيام، تماما كما يفعل الناس اليوم وهم يترحمون على أيام مبارك وما قبله، نعم ستظل الأزمة وستزيد وتشتد وستنتقل من سلعة لأخرى، ومن فرض ضريبة لأخرى حتى يدرك أهل الكنانة أن خوفهم على حياتهم وحياة أولادهم وأرزاقهم لن يمنحهم الحياة والرزق ورغد العيش، بل سيسلب كل ذلك منهم وفوقه كرامتهم وحريتهم، ويدركون أن هذه الرأسمالية هي سبب شقائهم وبؤسهم وأنه لا سبيل أمامهم إلا بقلعها من جذورها واجتثاث منفذيها معها، ويدركون أيضا أن خلاصهم في تطبيق الإسلام كاملا شاملا بكل أنظمته التي من بينها نظام الاقتصاد، في خلافة على منهاج النبوة، يرى الناس فيها الإسلام واقعا عمليا مطبقا فيصبح مقياس أعمالهم الحلال والحرام عوضا عن النفعية والرقيب عليهم تقواهم لله عز وجل وسعيهم لنيل رضاه ولا تخرج نظرتهم للمال عن (من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟!) فلا احتكار ولا تسعير ولا غبن ولا غش، بل سماحة في البيع والشراء والقضاء، هذا هو الحل ولا مجال لحلول أخرى فكل الحلول غير ذلك ليست سوى دوران في حلقة مفرغة، ولن يستطيعوا القيام به إلا إذا أصبحوا على استعداد لدفع ثمن حريتهم من دمهم وأموالهم وأعراضهم كما يفعل أهل الشام، وحينما يدركون أن الموت ليس بمصيبة أمام المصائب العظام من عصيان الله وتعطيل أحكامه وتغييب شرعه، ولا سبيل لإدراك ذلك كله إلا بقيادة واعية مخلصة كشباب حزب التحرير بما لديهم من فهم صحيح وواضح لأنظمة الإسلام وجاهزيتهم لتطبيقها.
فيا أهل الكنانة! دونكم حزب التحرير أعطوه قيادتكم وأسلموه سلطانكم فلا حاجة لكم في غيره ولا عند غيره ولن ينجيكم إلا ما يحمله، ففيه وحده خلاصكم والأمة، وبه تستردون ثرواتكم وتتمكنون من الانتفاع بها وبه تقتلعون أمريكا وزبانيتها ونواطيرها وتنهون عقود هيمنتها، فالله الله في دينكم وبلادكم وثرواتكم وأهليكم، الله الله في أعراضكم لن يحفظها لكم إلا الخلافة وسلطانها الذي يدعو له حزب التحرير فسارعوا لها تنجُ الكنانة والأمة بل والعالم كله من جشع الرأسمالية، سارعوا فليس أمامكم سواها ولن يصلح حالكم غيرها وقد جربتم ما جربتم ففروا إلى الله وانصروا إخوانكم واعلموا أننا ناصحون لكم وسنبقى كذلك نذكركم بالخلافة ونذكرها على أسماعكم لن نمل ولن نكل حتى نراها واقعا كما وعد ربنا وبشر نبينا فهي قادمة لا محالة ولن يبقى بيت حضر ولا وبر إلا ويدخله الإسلام ويظله عدله بعز عزيز أو بذل ذليل، فكونوا من رجالها تفوزوا وتنعموا ويكتب أجركم فلن يستوي العاملون لها مع المصفقين لها حال قيامها وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر