الحكومات الرأسمالية الغربية تشجع رعاياها على إنهاء حياتهم
(مترجم)
الخبر:
تسعى الحكومة الهولندية إلى تعديل قانون القتل الرحيم، ليصبح هذا الحق متاحًا أيضًا لأولئك الذين هم ليسوا مرضى، ولكنهم يشعرون بأن حياتهم قد وصلت حد الاكتمال، وبذلك يصبح لمثل هؤلاء الحق في إنهاء حياتهم مع مساعدة للانتحار. وسيسمح بذلك فقط تحت “معايير صارمة ودقيقة” بحسب ما كتبت الحكومة للبرلمان. غالبية أعضاء البرلمان يدعمون هذه الخطة. (المصدر)
التعليق:
منذ عام 2002 أصبح ما يسمى بالقتل الرحيم (قتل النفس) أمرًا قانونيًا في هولندا. وبغض النظر عن عمر الشخص، فبإمكان أي شخص ممن يعانون مرضًا “عضالاً” أو ألمًا “لا يطاق” أن يطلبوا إنهاء حياتهم وذلك من خلال وكالات “مؤهلة” ورسمية. وحتى الأطفال دون سن معينة يمكن أن يُطبق عليهم ذلك بموافقة الوالدين أو الوصي. ولإعطاء فكرة عن حجم هذه الطلبات الرسمية لتحديد مدة الحياة فقد وصلت في عام واحد فقط، فإن علينا أن نكتفي بالنظر إلى الإحصائيات الرسمية الأخيرة خلال العامين الماضيين. في عام 2014 قدم 5306 طلبا، وفي عام 2015 ارتفع هذا العدد بنسبة 10% إضافية (زاد عدد الطلبات 477 طلبا)، والنسب في تصاعد مستمر.
وعلى الرغم من أن القتل الرحيم في بعض دول الغرب ليس قانونيًا، لكنه في الوقت ذاته لا يعتبر غير قانوني. وغالبًا ما يتسامح معه إلى حد ما. لذلك فإن هذه الفكرة تعتبر مقبولة أو في طريقها إلى أن تكون مقبولة كحل مطروح.
خطت الحكومة الهولندية خطوة إلى الأمام وذلك عن طريق دفع الفكرة قدمًا لتوسيع دائرة من يشملهم القتل الرحيم ليدخل ضمنها قانونيا الأشخاص الذين هم ليسوا مرضى لكنهم “يعانون في الحياة” كما ذكروا! وهذا يعني أن الناس الذين “تعبوا من الحياة” أو “يشعرون بأن حياتهم لا معنى لها” أو أنها “قد وصلت حد الاكتمال والنهاية بالفعل” يمكنهم أن ينهوا حياتهم بمساعدة وكالات حددتها الحكومة.
إن تعزيز وإضفاء الشرعية على القتل الرحيم في بعض دول الغرب هو أمر مقلق معضل بحق. فأي رسالة هذه التي تريد هذه الدول إيصالها لشعوبها؟ “لدينا الحل لكن ليس في الحياة ذاتها ولكن في الموت، وسنساعدكم على تحقيق ذلك”! إن المنطق الذي تقدمه الحكومة الهولندية لتبرير هذه الفكرة السخيفة هو أن “على الدولة أن تظهر الرأفة والشفقة”!
وليس من الممكن أن ندرك هذا الفهم الغريب للرأفة واللاإنسانية في تقديم الحكومات الغربية الحوافز التي تدفع رعاياهم لإنهاء حياتهم، إلا إذا قمنا بتقييم ذلك في إطار الأيديولوجية الرأسمالية.
وفي إطار عام تعتبر فيه المنفعة المادية جوهر الحياة وقيمتها الوحيدة يكون الإنسان مجرد مستهلك. ونتيجة لذلك، فإن حياة الإنسان تكون ذات قيمة إذا ما كان منتجًا ويحقق قيمة مادية، وإذا ما عدم ذلك يصبح بلا قيمة ويُدفع لإنهاء حياته. وليس هذا الذي ذكر خصما فكريا للفلسفة الرأسمالية فحسب لكنه تطبيق عملي لحقيقة أفكارها في الحياة خلال القرنين الماضيين. لقد أثبتت هذه الفلسفة نفسها كعقيدة فاسدة قاتلة تسبب الموت والدمار للبشرية أينما حلت.
أما الإسلام فهو يدعو للحياة ولكرامة الإنسان. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾، ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.
إنه لمن الواضح بأن الحل للبشرية لا يمكن أن يُلتمس في أيدولوجية تدعو إلى الموت لا للحياة. لقد فهم المسلمون هذا وستراه البشرية قريبا، فالمستقبل هو للإسلام وحده بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا