وحدها الخلافة ستجتثّ الفقر من على وجه الأرض
(مترجم)
الخبر:
وفقا للأنباء التي نشرت في صحيفة الديلي ستار يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر 2016، بمناسبة اليوم العالمي للفقر انهال رئيس البنك الدولي العالمي جيم يونغ كيم بالإشادة ببنغلاديش وشعبها وقيادتها لكونها أصبحت نموذجًا للحد من الفقر على الرغم من كونها مثقلةً بقائمة طويلة من المصاعب. وقال: منذ عام 2000، والاقتصاد ينمو بمعدل 6% كل عام – وهذا النمو قد انتشل الملايين من الفقر. وأظهرت بيانات جديدة من البنك الدولي والتي صدرت في وقت سابق من هذا الشهر، أن 20.500.000 بنغلادشي أنقذ من الفقر بين عامي 1991 و 2010. ومن حيث النسبة المئوية، انخفض معدل الفقر إلى 18.5% في عام 2010 من 44.2% في عام 1991. وقال كيم: “عدد كبير من المنظمات غير الحكومية وشركات القطاع الخاص – بما في ذلك براك وبنك غرامين، والتي هي معروفة في جميع أنحاء العالم، قدمت تمويلاً صغيراً واستثمارات في الشركات الصغيرة المملوكة للنساء، وغيرها من المبادرات لتمكين الفقراء”. (المصدر: ذي ديلي ستار)
التعليق:
على الرغم من أنه بمناسبة يوم الفقر العالمي تمكنت بنغلاديش من كسب كم هائل من الثناء من قبل رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ولكن الحقيقة على أرض الواقع بالنسبة لملايين الفقراء في البلاد تعكس صورة مختلفة جدًا. حيث إن بنغلاديش لا يزال لديها أكبر عدد من سكان الأحياء الفقيرة في منطقة جنوب آسيا، والتي تشكل 60% من السكان في المناطق الحضرية.
ما يقرب من 80٪ من الناس من دكا يعيشون في منازل مؤقتة أو متهالكة ويعانون بشكل كبير من الأمراض ذات الصلة بالمياه والصرف الصحي. تتميز المناطق الفقيرة بالفقر الحاد، والبيئة المكتظة، وسوء السكن، وندرة مياه الشرب والتخلص غير الصحي من النفايات. ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن بنغلاديش لديها أعلى نسبة ممن يعانون من نقص التغذية في جنوب آسيا. ووفقا لليونيسف، فإن 37% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من نقص الوزن، و49% يعانون من التقزّم، و13.5% يعانون من سوء التغذية الحاد. وعلاوةً على ذلك، فقد أجبر الفقر عشرات الآلاف من النساء والفتيات على العمل بأجر منخفض حيث يواجهن الاضطهاد والاستغلال الذي لا نهاية له، ويصبحن عبيدًا للاقتصاد.
كما أن القروض الصغيرة لم تمكن الفقراء في المناطق الريفية بل أوقعتهم في شرك الحلقة المفرغة من زيادة الديون وسدادها.
في الواقع، الفقر هو ثمرة حتمية للنظام الرأسمالي والذي هو من صنع الإنسان، لأنه أتاح لمجموعة صغيرة من الناس بتكديس كمية كبيرة من الثروة من خلال مص دماء الفقراء. ووفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 1998، فإنه إذا أعطى أغنى 225 شخصاً في العالم ضريبة بنسبة 4% فقط على ثرواتهم، فإن ذلك سيكون كافيًا لتلبية جميع الاحتياجات الأساسية للبلدان النامية. وعلاوةً على ذلك، فقد أنعم الله سبحانه وتعالى على بلاد المسلمين بثروات وموارد طبيعية هائلة. ولكن الطبقة الحاكمة الخاضعة لدينا تستنزف ثرواتنا في الغرب وفقا لنصيحة النادي الاقتصادي الاستعماري مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. منذ عقود، وباسم القضاء على الفقر، أجبر البنك الدولي بنغلاديش على قبول ورقة استراتيجية للحد من الفقر (استراتيجية الحد من الفقر PRSP)، والتي تنص صراحةً على أن “القطاع الخاص سيكون محرك النمو الاقتصادي” وأن “الحكومة ستعمل على خلق بيئة صديقة للبيئة…”، ويذكر أيضا، أن على بنغلاديش زيادة الناتج المحلي الإجمالي لديها بنسبة 7% سنويًا لمعالجة الفقر على نحو فعال. وبعبارة أخرى، فإنها تحتاج إلى فتح اقتصادها لشركات متعددة الجنسيات لاستغلال اليد العاملة الرخيصة في البلاد. عندما تحقق هذه الشركات أرباحًا طائلة من خلال الاستغلال، عندها فقط فإن كمية صغيرة من الثروة “سوف تهطل” على جماهير بنغلاديش، والتي سوف تساعد على التخفيف من حدة الفقر. نحن نعلم بالفعل أنه في الثمانينات دمر البنك الدولي جميع أفريقيا وأمريكا اللاتينية من خلال إرغامهم على قبول سياساته من أجل التخفيف من حدة الفقر. لذلك، هل يمكننا أن نتوقع أن بنغلاديش ستخرج من الفقر بعد وصفة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي؟ هل يمكننا أن نتوقع من الاقتصاد الرأسمالي والذي هو السبب الجذري للفقر في جميع أنحاء العالم، القضاء على الفقر في بنغلاديش؟ من خلال تنفيذ هذا النظام، والديون في بنغلاديش قد ازدادت بالفعل من 6.59 دولاراً إلى 169 دولارا للفرد الواحد خلال الـ 43 سنة الماضية.
نحن بحاجة إلى فهم أن المصاعب الاقتصادية والفقر المدقع الذي يواجه العالم الإسلامي اليوم هو بسبب تطبيق حكامنا النظام الرأسمالي المعيب الذي صنعه الإنسان بدلا من النظام المبارك المُنزل من عند الله سبحانه وتعالى. وبالتالي، فإنه للقضاء على الفقر نحن بحاجة إلى التخلي عن هذا النظام الاقتصادي المعيب وتطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي تحت ظلال الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. باستخدام العدد الكبير من القوى العاملة في البلاد، والكثير من الأراضي الرسوبية الخصبة والاحتياطات الوافرة من الموارد الطبيعية من خلال النظام الاقتصادي الإسلامي في دولة الخلافة فإن ذلك سيخلق اقتصاداً قوياً وخالياً من الديون، مستقلاً ومستقراً. أيضا، ولجعل البلاد مستقلة فإن دولة الخلافة ستكسر أغلال المؤسسات الاستعمارية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي وغيرها، وستتوقف عن تناول المساعدات المالية منها وسترفض شروطهم القمعية. وسيتم الإعلان عن الموارد الطبيعية كممتلكات العامة وسيتمتع بها جميع رعايا الدولة بالعدل. وبدلاً من التركيز على الناتج المحلي الإجمالي، فإنه سيتم التركيز على التوزيع السليم للثروة، حتى يتم التأكد من تأمين الاحتياجات الأساسية لكل فرد. ليس ذلك فحسب، فإن الخلافة ستحظر جميع أنواع المعاملات المعتمدة على الربا والضرائب المباشرة وغير المباشرة على الدخل وستطبق نظام الزكاة لرفع حالة الفقراء والمعوزين. على رأس كل شيء، فإن الخلافة ستطبق النظام الاقتصادي الإسلامي كاملاً والذي سوف يقضي على الفقر من على وجه الأرض. لذا، فقد حان الوقت لشعب بنغلاديش لاجتثاث الهيمنة والقهر من النظام الرأسمالي الذي صنعه الإنسان وإقامة الخلافة على منهاج النبوة والتي ستجعل الفقر من التاريخ.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود