يكفي عبثا بأمن البلاد
الخبر:
قالت مصادر أمريكية الأربعاء، 26 تشرين الأول/أكتوبر 2016 إن الولايات المتحدة تستخدم الآن قاعدة جوية تونسية لشن عمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا باستخدام طائرات بدون طيار، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق أن طائرات بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي بدأت عملياتها من قاعدة جوية في تونس أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي. (موزاييك اف ام)
التعليق:
إن مطامع أمريكا في إيجاد موطئ قدم عسكري في شمال أفريقيا بدأت تتحول إلى واقع حقيقي في ظل حكومات لا تتحمل مسؤولية حفظ أمن البلاد وإحباط مؤامرات الدول الاستعمارية ورغباتها في الاستيطان وزرع القواعد العسكرية.
فرغم كل ما راج عن وجود مشبوه لقوات عسكرية تابعة للجيش الأمريكي أو بارجات تابعة لحلف الناتو وخبراء تابعين لوزارة الدفاع البريطانية في تونس، إلا أن الحكومة في تونس كانت كل ردود أفعالها بين الإنكار أو جعل ذلك ضمن اتفاقيات الشراكة في ما يسمونه الحرب على (الإرهاب) والتي تتخذها هذه الدول سببا لتدخلها في كل مكان في العالم.
كما أن محاولة مغالطة الرأي العام والاكتفاء بذكر أشخاص منفذين تشوبهم كل صفات التنطع والإجرام فضلا على الاختراقات، لعدم كشف اللثام عن المحرك الحقيقي (للإرهاب) في بلادنا والمستفيد الحقيقي من العمليات المتزامنة مع الأحداث المحلية أو الإقليمية والدولية تثير في الأمر ريبة كبيرة، فكم من حقائق ظلت غامضة: بداية من القناصة الأجانب أيام الثورة، وخلية التجسس الروسية، وحاوية الأسلحة التي جلبها البلجيكي، وصولا إلى القبض على أمريكيين في جندوبة منذ يومين أثير حولهما أنهما يمتلكان مخططات (إرهابية) ثم تحول الأمر إلى تبرئتهما!…
إن السياسات التي فرضت على البلاد وقبلتها الحكومات المتعاقبة كانت في أغلبها تدخلاً استعمارياً، أشار له حتى من هم في موقع السلطة والحكم، فقد أقر بذلك رئيس البرلمان الذي أكد أن قروض صندوق النقد تمس بسيادة البلد، ورغم ذلك لم يتهاون عن قيادة البرلمان للتصويت على قبوله، وكل الاتفاقيات التي وقعتها الوزارات مع منظمات حكومية وغير حكومية تابعة لبريطانيا كلها تمنحها حق التدخل السافر في بلادنا، فضلا عن قطاع الطاقة وشركاتها وما تقوم به، إلا أن خطر التدخل العسكري أكبر وطأة ونتائجه فورية، يجب أن تشعل له صافرات الإنذار وتعلن له حالة الطوارئ الشعبية، وكل مرحب أو مبيض لخطورته يعتبر شريكا في المؤامرة على البلاد وأهلها بل خائنا لشعبه مهما ادعى الوطنية وتغزل بالوطن.
إن هؤلاء السياسيين وخاصة من الذين يمثلون السلطة هم غير قادرين على منع الخطر على بلادنا ولا نراها من أهدافهم أصلا، فكل ما يملكونه هو تحسين صورة تونس في الخارج حتى ولو أصبحت تونس مستباحة وشعبها يعيش المجاعة، وكل ما تشرف عليه هذه الحكومات المتعاقبة هو تنفيذ أوامر المنظمات الدولية وأوامر القوى الاستعمارية، فلا بدائل ولا برامج حكم، وقد شاهدنا من ادعى أن حزبه قادر أن يحكم أربع دول، إلا أنه في أول أزمة أعلن أن المسؤول الكبير قد أعطاه الأوامر!
إن هذه الأخطار تتطلب رجال دولة صادقين مع أهلهم لا يخافون لومة مسؤول أجنبي، تتطلب برنامجا راشدا للحكم مستنبطا من عقيدة أهل هذه البلاد بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج سيد المرسلين، نظاماً يعيد الحق ويمنع البلاد من كل الشرور الاستعمارية ويبسط العدل والأمن.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. محمد ياسين صميدة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس