لماذا تبحث أمريكا عن موطئ قدم في سوريا؟
الخبر:
قال قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند: “إن الولايات المتحدة تحاول إيجاد موطئ قدم ولو بسيط في سوريا”.
التعليق:
إنه لم يعد يخفى على أحد الأهداف الأمريكية في سوريا خاصة وفي المنطقة عامة، فأصبحت معلنة، بل هي لم تستطع أن تتكتم عليها طويلا، لأنها عجزت عن تحقيقها أمام صمود أهل سوريا المسلمين. فأعلنت أنها ترغب في بقاء بشار أسد كما صرح وزير خارجيتها كيري يوم 2016/9/22، والآن تصرح بأنها تريد موطئ قدم في سوريا ولو بسيطاً لأنها لم تحصل عليه من أهل سوريا الأعزاء، فرفضوا مجرد مشاركة الأمريكان وطردوهم ووجهوا لهم إهانات حتى من الذين كانت تحسبهم أنهم معها من الجيش الحر كما حصل في بلدة الراعي. لأنهم يدركون أنها عدوهم وهي تتآمر عليهم.
فلم تجد أمريكا خونة يقبلوا بوجودها، فذلك يثير لديها الحنق والغضب على أهل سوريا أكثر وأكثر، فثورتهم المباركة، ثورة الأمة تشعل رأس رئيسها أوباما شيبا كما أعلن يوم 2016/8/4 وتصيب وزير خارجيتها كيري بالإحباط كما أعلن يوم 2016/9/22. فقد دفعت بروسيا لتتدخل وتضرب وتدمر بجانب النظام الإجرامي مع إيران وحزبها في لبنان وأشياعها حتى تجعل أهل سوريا يرتمون في أحضان أمريكا لتظهر أنها تحميهم من هؤلاء الأشرار وهي تلبس قناعا تظن أنها تخفي خلفه وجهها القبيح، وهي لا تدري أن الناس كلهم يدركون أنها شريرة كأولئك الأشرار وهي التي تحركهم من الخلف. وقد اكتشف أهل سوريا ذلك فأصبحوا يقولون إن أولئك الأشرار تحركهم الشريرة الكبيرة أمريكا.
وقد أدرك أهل سوريا أن كل الدول التي تسمي نفسها أصدقاء سوريا هم أعداء سوريا يتآمرون عليهم وعلى رأسهم أمريكا. وأدركوا أن دول المنطقة من تركيا إلى السعودية تخادعهم وهي تسير مع أمريكا وروسيا وتنفذ أهدافها وتدعم بقاء النظام العلماني الكافر الإجرامي. لأنها تكره مجيء نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستسقط أنظمتهم الفاسدة.
فلا يهم النظام التركي أن يكون لأمريكا موطئ قدم في سوريا وأكثر، فهو يعتبرها صديقة وحليفة كما ورد على لسان أردوغان، ولأنه سمح بإقامة قواعد كبيرة لأمريكا منذ عام 1952، ومنها قاعدة إنجرليك التي تنطلق منها الطائرات الأمريكية لقصف أهلنا في سوريا بعدما سمح أردوغان بذلك بذريعة محاربة تنظيم الدولة و(الإرهاب) والمتشددين، أي كل من يريد حكم الإسلام. حيث تتواجد القوات الأمريكية فيها ولكن تحرك هذه القوات للقيام بعمليات في الخارج منوط بموافقة النظام التركي حسب الاتفاقية المبرمة بين الطرفين في استعمال هذه القواعد. فيكون هذا النظام مشاركاً لأمريكا في قتل كل مسلم في المنطقة وشريكاً في حماة الثانية والثالثة والرابعة…
والنظام السعودي سمح للقوات الأمريكية بالوجود على أراضي البلد الذي يضم المسجد الحرام وقبلة المسلمين. فلا ضير بالنسبة له إذا أوجدت أمريكا قواعد لها في سوريا وهو موال لها وينفذ أوامرها وقراراتها ويشاركها في تحالفها الدولي ضد الأمة الإسلامية. وباقي الأنظمة لا تعارض ذلك حيث تسمح كلها بوجود قوات المعتدي الأمريكي على أراضيها بأية صفة دائمة أو مؤقتة.
إن أمريكا تعيد أسلوب الاستعمار القديم بالاحتلال وبإقامة القواعد العسكرية فلا تكتفي بتبعية الأنظمة لها، لأنها رأت أن هذه الأنظمة أصبحت مهددة بالسقوط، فوعي الأمة الذي ينمو ويزداد نموا يقهر أمريكا وكافة الأعداء والعملاء ويبشر بالتحرير الكامل من براثن الاستعمار ويبشر ببزوغ فجر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فهي غير واثقة إذا سقط النظام في سوريا أو حتى لا سمح الله إذا تمكنت من المحافظة عليه واستبدال عملاء بعملاء فهي غير ضامنة بأن يتمكن العملاء القادمون من تنفيذ أوامرها بسبب وعي الأمة وثورتها، فتريد أن تجثم على صدر الأمة لتضمن عدم انفكاك البلد من يدها.
إن ما يحصل من قتل وتدمير واحتلال وغزو وشن هجمات من قبل الأعداء الأمريكان والروس وحلفائهم ومن يتعاون معهم، إن ذلك كله ما يحصل إلا لعدم استسلام الأمة وعدم خنوعها للمحتلين والغزاة والمستعمرين ولأنظمتهم العلمانية والديمقراطية الباطلة وأفكارهم الفاسدة، كما لم تستسلم في السابق للصليبيين والمغول. فلو استسلمت ورضيت وخنعت لكف هؤلاء الأعداء أيديهم عنها وبدأوا يصولون ويجولون في البلاد بلا اعتراض ولا احتجاج.
فاستبشروا يا أبناء خير أمة أخرجت للناس فإنكم على موعد مع تحقق وعد ربكم بالنصر والتمكين والاستخلاف في الأرض وبشارة نبيكم بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ولكن الله أراد أن يبتليكم كما ابتلى المؤمنين من قبلكم، ليعلم الذين آمنوا وصدقوا ويتخذ منكم شهداء. فلا تيأسوا ولا تتنازلوا، واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور