اجتماع آخر للأمم المتحدة يستنكر مستوطنات كيان يهود الجديدة في فلسطين
(مترجم)
الخبر:
الاجتماع العام للأمم المتحدة الذي عقد في 25 من تشرين أول/أُكتوبر، ناقش احتلال يهود لفلسطين وتباحث في برنامج المستوطنات. إن احتلال كيان يهود لفلسطين وهضبة الجولان السورية أدّى إلى إفقار النّاس وعطّل التّقدم المطلوب، كما ورد على لسان المتحدثين أمام اللجنة الثانية (الاقتصادية والمالية)، حيث ناقشوا وضع الأراضي المحتلة. وقد استنكرت جلسة خاصّة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كيان يهود لبنائه “مستوطنات غير شرعية” على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مُمهدةً الطريق أمام قرار آخر لمجلس الأمن ضد كيان يهود. (برس تي في).
وفي تصريح قاس غير عادي، استنكرت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة هذه الحركة مؤكدةً على أنها تنتهك تعهد كيان يهود في عدم بناء مستوطنات جديدة، ويتعارض مع مصالح كيان يهود بعيدة المدى التي تسعى لحمايتها بواسطة الصفقة العسكرية التي تُقدم لها 38 مليار دولار من المساعدات على مدى العقد القادم. (نيويورك تايمز).
التعليق:
من المثير للاهتمام بشكل واضح أن نرى عقوبة قوية لكيان يهود وتطوراتها الأخيرة في بنائها للمستوطنات على الأراضي الفلسطينية بشكل غير شرعي، وهو مشهد لا نراه دائمًا خصوصًا إذا ما جاء من الولايات المتحدة. “صعدت الإدارة الأمريكية من خطاباتها المعارضة للنشاط الاستيطاني لكيان يهود في الضفة الغربية لأكثر من عام”. كما قال مارتن إنديك المبعوث الخاص لأوباما للمناطق الفلسطينية وكيان يهود. “حكومة كيان يهود لا يبدو أنها تصغي”.
ومن اللافت للنظر وجود ممثلين عن بلدان إسلامية مثل تونس والسعودية وقطر، وتحدّث ممثل عن منظمة التعاون الإسلامي فقال “خمسون عامًا من الاحتلال والظلم والذّل وأسوأ أنواع انتهاكات حقوق الإنسان تكفي، وغير مقبول قانونيًا وسياسيًا أن يستمر”. وأكد أن كيان يهود يجب أن يُنهي احتلاله الطويل وينصاع للقانون الدولي، ودعا الدول الأعضاء المعنيّة لمساعدة المساعي الفلسطينية للحصول على حقوقه. (الأمم المتحدة)
تصريح واضح وضوح الشمس في وسط النّهار، ولكن لا يوجد أي فعل من جانبهم لرفع معاناة أهل فلسطين المستمرة في فلسطين. السؤال المطروح هنا: لماذا يجب على كيان يهود أن يصغي؟ من سيمنعه من التوسع ومن كسر قرارات الأمم المتحدة؟ إن حلّ الدّولتين الذي عرضته الولايات المتحدة لا يجب أن يأخذه أي مسلم بعين الاعتبار لأنه يثبّت أكثر احتلال فلسطين ويضع أهلها في المزيد من المآسي، ناهبين أراضيهم ومقدساتهم. هذه القرارات تستدعي من الحكام في العالم الإسلامي ألاّ يكتفوا بالشجب بينما يمنعون جيوشهم من التّحرك لتحرير الأرض المباركة من الغاصبين.
إن قضية احتلال فلسطين والقرارات الممكنة موجودة على الطاولة منذ عدة عقود وستستمر المآسي حتى يأتي الحل الجذري، جيوش المسلمين تحرّر جميع فلسطين، وإعادة الأراضي المغتصبة بما فيها المسجد الأقصى لأمته الإسلامية. لماذا نناشد الكيانات الأجنبية لحلّ مشاكل الأمة مع أنها هي من أوجدت دولة الاحتلال في قلب الأمة؟ كيف لمسلم أن يقبل بحقوق الإنسان من الأمم المتحدة في الوقت الذي تعترف فيه الأمم المتحدة بحق كيان يهود في الوجود، وفي “الدّفاع عن نفسه” ضد من سرقت بلادهم وأرهبتهم. في هذه الأثناء يستطيع قادة العالم أن يذرفوا دموع التماسيح على احتلال فلسطين ومعاناة أهلها، والأكثر سخرية من ذلك هم قادة العالم الإسلامي الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني أمام المجالس العالمية. كل هذا يزيد من خيبات الأمل عند المسلمين حتى يروا ويلمسوا الحل الحقيقي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر