لا تزال باكستان ومعها القوى العالمية تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العنف في التصدي للاحتجاجات المشروعة (مترجم)
لا تزال باكستان ومعها القوى العالمية تتجاهل
انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العنف في التصدي للاحتجاجات المشروعة
(مترجم)
الخبر:
أطلقت الدولة الهندية العنان لاستخدام مستويات جديدة من القمع ضد المسلمين في كشمير. فبعد استشهاد برهان واني يوم الجمعة الثامن من تموز/يوليو 2016، اندلعت احتجاجات في كشمير المحتلة أوقعت أكثر من 80 شهيدًا فيما أصيب 13 ألفا آخرون غالبيتهم ببنادق صيد كانت النية المبيّتة إصابتهم بالعمى عن طريقها.
التعليق:
منذ مقتل الناشط السياسي الشاب برهان واني في تموز/يوليو 2016، استُهدف مسلمون في كشمير لقتلهم أو لإصابتهم بالعمى بشكل متعمد من قبل قوات الأمن الهندية. لقد حضر جنازة واني عشرات الآلاف لكن الاحتجاجات التي استمرت لما بعد الجنازة قوبلت بوحشية الشرطة ومحاولاتها التي لا قيود عليها لوقف أية انتفاضة، ستشكل تحديًا لعقود طويلة من القمع الهندي.
لقد أدّى الإرهاب الذي ترعاه الدولة في الهند إلى احتلال كشمير الباكستانية، في واقع يجعلها أقرب إلى نموذج عدوان يهود على فلسطين، وذلك عبر استخدام القوة المفرطة والقنابل غير المشروعة جنبا إلى جنب مع الحشد العسكري الضخم بنسبة جندي هندي واحد لكل عشرة من أهل كشمير.
إن الحصار الهندي شديد القسوة الذي استمر على مدى الأشهر الثلاثة الماضية منع الناس من الوصول إلى المستشفيات وخلّف وراءه عشرات المتظاهرين الشباب الذين أصيبوا بالعمى لاستخدام القوات الهندية بنادق تطلق كريات صغيرة. وقد أثبتت عمليات إزالة الشظايا الصلبة الصغيرة من شبكية العين نجاحها. وفي تصريح لطبيب من كشمير قال: “لا توجد بلد تعمدت إصابة عشرات الشباب بالعمى كما الهند”. إن شراسة الرد الهندي هذا منذ تموز/يوليو أدى إلى تعرض ألفي شخص لإصابات خطيرة أو متوسطة في غضون يومين فقط.
وكالعادة لا نسمع أي احتجاج من قبل أولئك الذين يدافعون بعنجهية عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ولا حتى إدانة للهند أكبر ديمقراطيات العالم كما يقال. أما قادة المسلمين فصمتهم كما العادة يصم الآذان.
وسط هذه السياسة القذرة، تُبعد الأمة عن الرسالة الحقيقية للإسلام عندما يطالبونها لقبول المؤسسات الغربية كالأمم المتحدة التي لا تقدم إلا كلامًا أجوف عن العدالة والدولة ذات السيادة وحقوق الإنسان فحسب، بل تزيد على ذلك بالتنظير لما تعتبره عندها مُثُلاً عليا كالقومية والولاء للهوية الغربية. كل ذلك بقصد إعادة تشكيل الإسلام وعلمنة الناشطين الإسلاميين وقطع الصلة بيننا وبين أمتنا العظيمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾ [الممتحنة: 1]
إن الحكومة الباكستانية يمكنها وبسهولة دعم أهل كشمير المخلصين فترسل لهم جيش باكستان الذي يتمتع بالكفاءة والجهوزية والذي يتوق أفراده للدفاع عن إخوانهم وأخواتهم. فكون هذا الجيش هو سابع أكبر جيش في العالم، فإن مثل هذه المهمة لن تكون صعبة عليه. لكن وكما العادة فإن تمسك من هم في السلطة بأسيادهم المستعمرين أكثر قداسة بكثير من أن يسمحوا بانتصار المسلمين والاستجابة لصرخاتهم. قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا﴾ [النساء: 75]
لذلك فإننا ندعو الحكومة الباكستانية إلى تجهيز الجيوش وإرسالها فورا لدعم ونصرة أمتهم المباركة كما أمر رسولنا الحبيب r. وبصرف النظر عن غفلتهم فإن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ستحرر كشمير وتضع حدا للعدوان الهندي: يقول رسولنا الحبيب r: «عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام» (رواه أحمد والنسائي)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة فهيم الدين