الدولة المصرية تخطف كل من يعارضها
الخبر:
تتزايد المخاوف بشأن مكان وجود الطالب المصري البالغ من العمر 22 عاما الذي شوهد للمرة الأخيرة وهو يُسحب بعيدا عن محطة مترو القاهرة من قبل مجموعة من الرجال في 27 تشرين الأول/أكتوبر، قبل وقت قصير من مداهمة قوات الأمن لمنزل عائلته.
ووفقا لشهود عيان، قام رجال مجهولون بالقبض على عمر خالد في محطة المترو في العاصمة المصرية، القاهرة، يوم الخميس بينما كان في طريقه للقاء أصدقائه في الجامعة. وأخبر مسؤولون أم خالد غادة رفعت، أنهم لا يعرفون مكان ابنها. وداهمت قوات الأمن، كما قالت، منزل العائلة بعد وقت قصير من اختفائه.
وقالت رفعت للجزيرة يوم الاثنين “لو لم تقم طالبة أخرى معه في الدراسة بنشر تغريدة على تويتر أنها قد رأته ينجر بعيدا عن المحطة من قبل رجال يرتدون ملابس مدنية، فلن يكون لديها أية فكرة عما حدث له”.
لقد أثار اختفاؤه ضجة بين أصدقائه وعائلته، الذين يحاولون نشر الوعي حول اختطافه عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، مع الهاشتاج #FreeOmarKhaled
إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف عائلة خالد من قبل النظام المصري. فقد حوكم والد عمر، خالد عبد الرحمن، في نفس القضية كصحفيي قناة الجزيرة الإنجليزية في آب/أغسطس عام 2015. وهو يمكث في السجن منذ 3 سنوات. واختطف أيضاً شقيق غادة رفعت، وليد رفعت، وهو أب لثلاثة أطفال في العام الماضي، وقد وجد في وقت لاحق في السجن.
التعليق:
لقد أصبحت مثل هذه الحالات شائعة في مصر، حيث تتهم جماعات حقوق الإنسان الحكومة باختطاف وتعذيب المئات من الناشطين. وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر في تموز/يوليو 2016 إن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً قد تم اختطافهم من قبل جهاز أمن الدولة.
تواصل وزارة الداخلية المصرية إنكار تعريض مئات الأشخاص للاختفاء القسري، بما في ذلك الأطفال. وتقريبا كل الذين يختفون يظهرون بعد أشهر في السجون ويتم اتهامهم بناء على اعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب.
لقد انتهجت حكومة السيسي سياسة وحشية ضد أهل مصر منذ الانقلاب المدعوم من الغرب ضد حكومة جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013. ويتم التعامل مع الذين ينظر إليهم نظرة عدم الولاء للنظام بلا رحمة، ويتم إسكاتهم لقولهم الحق. كما قام النظام أيضا في تكتيكات تخويف وخطف الأفراد لإجبار أفراد الأسرة على الصمت عن شكواهم ضد الحكومة المصرية.
إن هذا التاريخ الدامي تتجاهله الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، التي لا تزال تعلن عن إعجابها من موقف مصر العلماني. إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الأدلة، فهذا يثبت أن هذه البلدان لا تهتم بمصالح المسلمين، حتى لو أعربوا عن أن الإسلام هو دين الدولة عبر مسار ديمقراطي. بل سوف يدعمون فقط من يسعى لإزالة الإسلام من الحياة العامة ودعم الغرب في أهدافه الاستعمارية لبقية المنطقة.
إننا نحن المسلمين، يجب أن يكون أملنا بوعد الله سبحانه وتعالى كبيراً، فقد وصف سبحانه هذا الوضع ذاته في سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
وعد الله سبحانه وتعالى أنه لن يتخلى عن المؤمنين في أوقات الشدة، وأنه سوف يعوضهم برفع درجاتهم بين الناس وإقامة الدين في الأرض. هذا الأمر بات قريباً لأهل مصر، وإنما أجرهم على ربهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن