شعب بنغلاديش يعاني ويدفع لمجلس رابطة عوامي المسرف والمفرط والذي لا يقدم في اتجاه التغيير الحقيقي (مترجم)
شعب بنغلاديش يعاني ويدفع لمجلس رابطة عوامي المسرف والمفرط
والذي لا يقدم في اتجاه التغيير الحقيقي
(مترجم)
الخبر:
عقد حزب بنغلاديش الحاكم، حزب رابطة عوامي، مجلسه الوطني الـ20 في قلب العاصمة دكا – مضمار رامنا – يومي 21 و22 تشرين الأول/أكتوبر 2016. المجلس كان أكثر كبرنامج عرض لإثبات القوة العضلية والقوة المالية لرابطة عوامي. حيث أضيئت العاصمة دكا والمدن والبلدات الرئيسية في حين تم تركيب بوابات كبيرة، ومداخل وأجهزة عرض رقمية في أجزاء من المدينة وذلك بإنفاق أموال ضخمة. وعانى سكان المدينة بسبب التشديدات الأمنية والقيود على حركة المركبات في العديد من مناطق العاصمة طوال يومي مهرجان المجلس. وأدارت الحكومة وأجبرت كلٌّ من وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة على تقديم تغطية واسعة للمجلس. المثقفون العلمانيون والإعلاميون أحدثوا أيضًا ضجةً كبيرةً في الحديث عبر برامج التلفزيون حول القيادة الجديدة.
التعليق:
استعراض المجلس العملاق هو جزء معتاد وجوهري من ثقافة السياسة الديمقراطية. حيث إن التبذير والإنفاق الضخم على حساب الناس يُرى تقريبا في كل البلدان الديمقراطية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. الرأسماليون وكبار رجال الأعمال يقدمون تبرعاً مالياً للأحزاب السياسية الرئيسية، ويساعدونهم للوصول إلى السلطة والحصول على سياسات مواتية يقرّها هؤلاء السياسيون الفاسدون. الناس بشكل عام هم الذين يعانون في نهاية المطاف وهم عاجزون في ظل هذا النظام القاسي حيث السياسة هي أعمال تجارية والمجالس أشبه بعروض الأزياء.
تنظم الأحزاب السياسية الديمقراطية المجالس للتأكد من مشاركة الناس على كل المستويات. من خلال قادة ونشطاء المجلس المتجذرين يتم انتخاب قيادة جديدة للحزب الذين يقدمون رؤية جديدة للأمة ويوجهون الناس لتجسيد هذا الهدف. للأسف لا تزال النظرية كأسطورة مع عدم وجود تطبيق عملي. في حين تقدم الشيخة حسينة نفسها كابنة للديمقراطية وحزبها رابطة عوامي أكبر حزب ديمقراطي في البلاد، لم يتم انتخاب أعلى قياداته من قبل أعضاء المجالس وإنما تم تعيينهم من قبلها. ما هو المغزى من تنظيم مثل هذا الحفل المكلف والباهظ للمجلس؟ السؤال الذي يطرح نفسه في أذهان عامة الناس.
فشلت قيادة رابطة عوامي الجديدة بتقديم رؤية ومبادئ توجيهية مناسبة للأمة. في المجلس كان كبار زعماء حزب رابطة عوامي أكثر اهتمامًا في الانتخابات البرلمانية المقبلة وتحدّثوا كثيرا عن استراتيجيات الانتخابات وانتقدوا أحزاب المعارضة أكثر من أي شيء آخر. مهمتهم الرئيسية هي البقاء في الحكم حتى يتمكنوا من إساءة استخدام السلطة لبناء ثروة خاصة بهم. رؤية الشيخة حسينة هي جعل بنغلاديش من البلدان المتوسطة الدخل بحلول العام 2021، وبحلول العام 2041 مركزا تجاريا للشرق والغرب. هذه الرؤية المخزية وقصيرة النظر بالتأكيد لا تناسب المسلمين الذين أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بهدى القرآن. الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
النظام الديمقراطي وسياسته يفشلون في تقديم تغيير حقيقي وتوجيه للأمة إلى وجهتها التي تستحق – والتي هي قوة عظمى توفر حلاً لمشاكل الإنسان. فقط الإسلام ونظام الحكم الإسلامي في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة يقدم هذه الرؤية والتي يمكنها أن تجلب بالتأكيد التغيير الحقيقي لشعب بنغلاديش.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد كمال
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلاديش