نتنياهو: “الصراع في اليمن هو بين الحداثة والعودة إلى القرون الوسطى”
الخبر:
نشر موقع يمن برس الجمعة 4 صفر 1438هـ الموافق 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م، تصريحا لرئيس وزراء كيان يهود يقول فيه إن الصراع في اليمن هو بين الحداثة والعودة إلى القرون الوسطى.
التعليق:
واضح أن المقصود من العودة إلى القرون الوسطى هو العودة إلى صدر الإسلام، حيث كانت للمسلمين دولة واحدة ويحكمهم خليفة واحد، يهاب عودتها كيان يهود المسخ والدول الغربية الداعمة له، لأن عودة الخلافة وعودة المسلمين موحدين في دولة واحدة يعني فيما يعنيه إزالة كيان يهود من الوجود وطرد نفوذ الكافر المستعمر من بلاد المسلمين.
ورغم أن صورة الصراع في اليمن واضحة لكل سياسي وهي أنه صراع غربي على النفوذ والثروة في اليمن، بوساطة أطراف محلية وإقليمية، إلا أن نتنياهو يقصد أمرا آخر، وهو أن الشعوب في العالم الإسلامي هي من قامت بثورات ما تم تسميته الربيع العربي من أجل التحرر من ظلم الأنظمة وإقامة دولة الإسلام التي تجمع عليها تلك الشعوب بأنها الوحيدة التي ستعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم وتحفظ ثرواتهم وتحقن دماءهم، وإيماناً منهم بتلك الحقيقة قدموا الكثير من التضحيات في سبيل ذلك، إلا أن غياب المشروع وتدني الوعي السياسي أدى إلى قدرة الأنظمة ومن خلفها الغرب على حرف تلك الثورات لتدجين الشعوب وقبولها بالحلول الغربية، وهذا ما قصده نتنياهو بالحداثة.
ولهذا ربط في تصريحه أعلاه كلا من اليمن وسوريا وتونس والعراق، وواضح أن تلك المناطق يغلي فيها الصراع وتتطلع الشعوب فيها نحو دولة تنبثق من عقيدتهم وترضي ربهم وتجمع تفرقهم وتوحد شتاتهم، بينما يقف في الطرف الآخر أنظمة ضرار يسندها الغرب الكافر ويملي عليها مشروعه الحداثي – الذي قصده نتنياهو – دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تحفظ للغرب مصالحه في بلادنا، وتوهم الناس بتغيير شكلي لا يغير في واقع الأنظمة شيئا.
وبهذا يتضح ما قصده البريمير الصهيوني بأن الصراع في العالم الإسلامي ومنه اليمن هو صراع بين الحداثة والعودة إلى القرون الوسطى.
إن القرون الوسطى بالنسبة للمسلمين تعني دولة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ودولة الخلفاء الراشدين وتعني ثلاثة عشر قرنا من العز والرفاه والتمكين، فكانت دولة الإسلام على اتساع رقعتها منارة الدنيا في الصناعة والآداب والعلوم، وإن عودة تلك الدولة ليس حلما أو أمنية تداعب خيال المسلمين بل إن عودتها حقيقة بدأت تظهر للعيان إرهاصاتها، وبشر نبي الأمة عليه الصلاة والسلام بعودتها خلافة راشدة على منهاج النبوة في ما رواه أحمد في المسند: «… ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن