لا صداقة ولا مصالح مشتركة بيننا وبين دول الكفر الاستعمارية
الخبر:
وصل الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، الجمعة، إلى مسقط في زيارة لسلطنة عُمان تستغرق ثلاثة أيام. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الثنائية الوطيدة التي تربط البلدين، ودعمًا للتعاون الثنائي القائم بينهما في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين الصديقين. ومن المقرر أن يسافر تشارلز وزوجته إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين فى جولة ملكية فى الخليج تستغرق أسبوعا.
في خبر آخر، استقبل مستشار سلطان عُمان للشؤون الثقافية بمكتبه أعضاء وفد اللجنة الأمريكية اليهودية الذي يزور السلطنة حالياً، تم خلال المقابلة بحث العلاقات العمانية الأمريكية والوضع في المنطقة بشكل عام. (المصدر: العمانية)
التعليق:
لا شك أن كل من يعي نظرة الغرب الاستعمارية للمسلمين وللبلاد الإسلامية المستمدة من مبدئهم الرأسمالي ويفهم الإسلام ورسالته يدرك أن وجود مصالح متبادلة بين المسلمين وبين دول الغرب الكافرة فوق كونه محرماً وباطلاً، هو مفهوم مضلل لا وجود له، يروج له الغرب المستعمر والأنظمة العميلة له ووسائل إعلامهم للتعتيم على استمرارية الاستعمار بوجهه الجديد تحت ظل أنظمة عميلة يحكمها رويبضات نصبهم الغرب الكافر ليكونوا حراسا لمصالح الغرب الاقتصادية والسياسية دون أدنى اعتبار لمصالح البلاد وأهلها.
إن الواجب أن ننظر إلى هذه الزيارات المتكررة وتسابق حكام وسياسيي دول الغرب ووفود منظماتهم الحكومية وغير الحكومية إلى بلادنا بعين الشك والحذر، فهم أعداء الأمة واستقبالهم في بلادنا استقبال الأسياد هو إهانة للمسلمين وتحدٍّ لأوامر الله عز وجل.
لقد بين الله سبحانه تعالى للمسلمين كيف يجب أن تكون علاقتهم مع أعدائهم الكفار، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
فهل يعقل بعد هذا البيان أن تكون بيننا وبين بريطانيا أُمّ الاستعمار ورأس الكفر والإجرام التي أسقطت دولتنا دولة الخلافة ومزّقت بلادنا وغرست كيان يهود المجرم، صداقة وتعاون؟ هل يعقل أن تكون بيننا وبين أم الإرهاب وقائد التحالف الصليبي أمريكا التي تشن طائراتها الغارات على أهلنا في الشام والعراق وتقتل وتشرد عشرات الآلاف من أبناء المسلمين ونسائهم وأطفالهم علاقات نتباحثها معا. وكيف يمكن أن تكون بيننا وبين المستعمرين لبلادنا الناهبين لثرواتنا المدنسين لأراضي المسلمين مصالح مشتركة؟!
فمصالح الأمة لا يمكن أن تتفق مع مصالح أعدائهم الكفار؛ إذ إن مصلحة الأمة هي في العيش في ظل دولة الإسلام وتطبيق أحكام الإسلام في كل مناحي الحياة بإقامة الخلافة على منهاج النبوة وحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد، وهذا يتناقض مع مصلحة الغرب الكافر في محاربة الإسلام والحيلولة دون عودة دولة الإسلام في الأرض، لضمان السيطرة الأبدية على المسلمين وبلادهم وخيراتهم.
آن الأوان لأن نرفض تلك الزيارات الاستعمارية، وأن نتصدّى لما تحمل من مبادرات سياسية، فبريطانيا وأمريكا لا تريدان خيرا للمسلمين ولن يكون هدفهما من هذه الزيارات سوى تحقيق مصالحهما وضد مصلحة المسلمين والإسلام. ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد