Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا “ترامب” على طريقة “بلاك ووتر”

 

أمريكا “ترامب” على طريقة “بلاك ووتر”

 

 

 

الخبر:

 

صحف: كثرت التحليلات التي تبين الرابحين والخاسرين من فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات الأمريكية على “هيلاري كلينتون”، فعلى رأس الرابحين بوتين روسيا وبشار الأسد ومصر، وعلى رأس الخاسرين السعودية والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية.

 

التعليق:

 

هل حقا ستختلف سياسة أمريكا الخارجية في عهد الجمهوريين عنها في عهد الديمقراطيين؟ كان أوباما يصر على الحل السياسي واستخدام القوة من خلف ستار روسيا وإيران وحزبها اللبناني لإجبار الثورة على الانقياد للحل الأمريكي، وأظهر نوعا من النزاع بينه وبين روسيا ولكنه فشل في فرض الحل السياسي، فجاء صناع القرار الأمريكي بترامب الذي أعلن تأييده لروسيا علنا. ورفض شجب الحملة العسكرية الروسية في سوريا. وشدد على أن موسكو تقاتل ضد “الجهاديين”. ووعد أنه سينظر في موضوع الاعتراف بانضمام القرم إلى روسيا. كما أعلن أنه يعتزم القتال في سوريا ليس ضد السلطات الرسمية في تلك الدولة بل ضد تنظيم الدولة، وقد سبق أن انتقد كلينتون واتهمها أنها خلف إيجاد تنظيم الدولة.

 

فهل تريد أمريكا فرض الحل العسكري بعد فشلها إلى الآن في فرض الحل السياسي؟ وهل سنشهد تدخلا أمريكيا مباشرا على الأرض في سوريا للقضاء على الثورة، وعدم الاكتفاء بالضربات الجوية التي تقوم بها هي والتحالف؟

 

لقد خبرت أمريكا القتال على الأرض في أفغانستان والعراق ورأت المقاومة الشرسة التي أبداها المسلمون هناك، فهل تعيد التجربة من جديد؟

 

إن وجود مخاوف حقيقية عند أمريكا من قيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في سوريا، ربما يجبرها على القتال المباشر على الأرض خاصة وأنها رأت أن الضربات الجوية لا تحسم المعركة، وأنها لا تثق بالجيوش العربية، ولكنها تريد تمويل حروبها في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من بقاع العالم، تماما كما تفعل شركة الحماية الأمنية “بلاك ووتر” التي ترسل جنودها للقتال في سبيل المال، وكما كانت أمريكا تخيف دول الخليج والسعودية من تصدير إيران لثورتها (الإسلامية) في ثمانينات القرن الماضي، ليطلبوا حمايتها، فتضع يدها عليهم وتستعمرهم، ها هي الآن تخوفهم من قيام دولة الخلافة الراشدة في سوريا، وأنه لا يمكن لأحد منع قيامها إلا أمريكا فعلى الجميع وعلى رأسهم السعودية أن يدفعوا لأمريكا ثمن حماية أنظمتهم من الخلافة. صحيح أن أمريكا نجحت في جعل إيران بعبعا لدول الخليج والسعودية، إلا أن (بعبع) الخلافة بالنسبة لهم أعظم وأشد، لذلك على السعودية أن تدفع لأمريكا كل أموالها وكل بترولها، وإذا أرادت أن تعيش فلتبحث عن مصادر أخرى لبقائها على قيد الحياة، فقد أعلن ترامب أنها يجب أن تدفع ثمن حماية أمريكا لها، وهو من أشد المؤيدين لقانون “جيستا” القاضي بتشجيع الأمريكيين المتضررين من أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 أن يحاكموا السعودية ويطالبوها بتعويضات مالية ضخمة، والذي على أثره قامت أمريكا بحجز أموال السعودية عندها.

 

هل كانت السعودية تركب على ظهر أمريكا لتدافع عنها كما وصفها أوباما في مقابلته لمجلة “أتلانتيك” بأنها تريد ركوبا مجانيا على ظهر أمريكا، ويريد ترامب أن تدفع وبأثر رجعي تعويضات مالية لأي حماية أمريكية تمتعت بها، فلا حماية، ولا ركوب مجانياً بعد اليوم؟ فهل كانت أمريكا تدافع عن السعودية بالمجان؟ ألم تمول السعودية الحروب الأمريكية في المنطقة بدءا من أفغانستان وانتهاءً بسوريا واليمن؟ ألم يدرك عبدة الطاغوت الأمريكي عظم الخطر الذي تشكله أمريكا عليهم؟ إنها غول يبتلع العالم كله، فهل ينتفض العالم ضد أمريكا كما انتفضت الشعوب العربية ضد حكامها؟

 

إننا في هذا العالم نحتاج إلى ثورة حقيقية تقتلع أمريكا من الوجود، ولن يتحقق ذلك إلا باحتضان مبدأ يناهض المبدأ الرأسمالي الذي تتزعمه أمريكا.

 

إن الدول المبدئية لا يسقطها إلا دول مبدئية، فروسيا الاشتراكية أسقطتها أمريكا الرأسمالية، بعد أن ساقت أمامها دول العالم الإسلامي بحجة محاربة الإلحاد. وأمريكا الرأسمالية لن تسقطها إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لذلك تسعى أمريكا لمحاربة هذا المشروع وهو جنين في رحم أمه قبل أن يولد، وقد ساقت دول العالم أمامها في حربه بحجة محاربة (الإرهاب)، وهي لا تريد تحمل المزيد ماليا، بل تريد القضاء على عدوها بيد عدوها نفسه وبتمويل كامل منه وبذلك تصطاد أهدافاً كثيرة بحجر واحد؛ فتتخلص من أعدائها، وتزيد من صادراتها خاصة الأسلحة وتستمر مصانع الأسلحة في العمل، وتوجد فرص عمل لرعاياها سواء في داخل أمريكا بالعمل في المصانع أو خارجها بالعمل في القتال كخبراء ومدربين ومقاتلين على “طريقة بلاك ووتر”، وبهذا يحقق ترامب شعاره “أمريكا أولا”.

 

إلى المعارضة السورية التي لا زالت تؤمن بالوعود الأمريكية: كفاكم سذاجة وعودوا إلى رشدكم، فالعدو الأمريكي لا يريد للنظام السوري بديلا، وإلى الفصائل المتناحرة: كفوا عن التناحر، فالعدو الأمريكي لن يقدم لكم سلاحا نوعيا، لأنه لو كان يريد ذلك لما أخذ منكم الصواريخ الحرارية والأسلحة النوعية التي غنمتموها من النظام، ولو بقيت بأيديكم لأسقطتم النظام منذ زمن. ولا تنتظروا منه تمويلا ولا مساعدة، لأنه لا يريد منكم محاربة النظام بل يريدكم أن تحاربوا بعضكم بعضا ليتخلص منكم ثم ليعود النظام السوري لحكم سوريا بالحديد والنار كما كان سابقا بل أشد. فاعتصموا بحبل الله فقط ولا تمسكوا بحبل العبيد، فالله أكبر وأجل، وردوا على من يعلي من شأن هبل الأمريكي بأن “الله أعلى وأجل”، وتوكلوا على الله وحده فهو الذي بيده النصر، وينزل النصر على من توكلوا عليه وحده وقطعوا اتكالهم على غيره، ينصر من قاتل في سبيل إعلاء كلمته ولا يتنزل النصر على من يريد القتال في سبيل بشار وأمريكا والحل الأمريكي. وتذكروا قول الله تعالى ﴿ألَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الزمر: 36]

 

فإلى التمسك بثوابت الثورة ندعوكم أيها الثوار في سوريا، ولا تظنوا أن أمريكا قدر مقدور، بل هي كفارس والروم الذين انتصر عليهم المسلمون بسهولة وبإمكانيات قليلة لأنهم كانوا يقاتلون في سبيل الله، وكذلك أمريكا ومعها بشار وإيران وتركيا وغيرها ستنتصرون عليهم بإذن الله إذا أخلصتم النية لله وتوكلتم عليه ولم تعصوه في صغيرة ولا كبيرة فإنما تنصرون بأعمالكم والأعداء ينتصرون عليكم بذنوبكم.. فأطيعوا الله وحده واتبعوا سبيله وحده ولا تفرق بكم السبل عن سبيله.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجاح السباتين – ولاية الأردن

 

 

2016_11_13_TLK_2_OK.pdf