Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

 

لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا

 

 

 

حياكم الله احبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جاء في صحيح مسلم بشرح النووي – كِتَاب الْإِيمَانِ – لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، بَاب بَيَانِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ وَأَنَّ مَحَبَّةَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْإِيمَانِ وَأَنَّ إِفْشَاءَ السَّلَامِ سَبَبًا لِحُصُولِهَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:  قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ”

 

قَوْلُهُ: (لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) لَا يَخْفَى أَنَّهُ نَفْيٌ لَا نَهْيٌ وَكَذَا قَوْلُهُ: وَلَا تُؤْمِنُوا

الْكَلَامُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي الْحَثِّ عَلَى التَّحَابُبِ وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ

 

وَالْمُرَادُ لَا تَسْتَحِقُّونَ دُخُولَ الْجَنَّةِ أَوَّلًا حَتَّى تُؤْمِنُوا إِيمَانًا كَامِلًا وَلَا تُؤْمِنُونَ ذَلِكَ الْإِيمَانَ الْكَامِلَ حَتَّى تَحَابُّوا بِفَتْحِ التَّاءِ وَأَصْلُهُ تَتَحَابُّونْ أَيْ يُحِبُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا

 

(أَفْشُوا السَّلَامَ) مِنَ الْإِفْشَاءِ أَيْ أَظْهِرُوهُ وَالْمُرَادُ نَشْرُ السَّلَامِ بَيْنَ النَّاسِ لِيُحْيُوا سُنَّتَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيُّ أَقَلُّهُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِحَيْثُ يَسْمَعُ الْمُسَلَّمُ عَلَيْهِ فَإِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ لَمْ يَكُنْ آتِيًا بِالسُّنَّةِ

 

وهو دليل على فضل السلام، وأنه من أسباب المحبة، والمحبة من أسباب الإيمان، والإيمان من أسباب دخول الجنة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده) وهذا قسم من النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يحلف به.

إن لإفشاء السلام ثمرات عدة منها، أنه سبب للسلامة من الحقد وسبب لسلامة الصدر: فعن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«أفشوا السلام؛ تسلموا»

 

وبالسلام أيضا يعلوا المسلمون، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أفشوا السلام؛ كي تعلوا»  

 

ويعتبر إفشاء السلام من خير الأعمال، وسببا للبركة وأيضا سببا لمغفرة الذنوب، بل ويعتبر من موجبات الجنة أيضا، قال رسول الله صلى عليه وسلم:«يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي].

 

 وقد حذر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من البخل بالسلام حيث قال: «أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام» [رواه الطبراني في الأوسط].

 

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

كتبته للإذاعة

عفراء تراب