Take a fresh look at your lifestyle.

أهل فلسطين ليسوا بحاجة للمال بل هم بحاجة إلى الرجال

 

أهل فلسطين ليسوا بحاجة للمال بل هم بحاجة إلى الرجال

 

 

 

الخبر:

 

أكثر من مليون و57 ألف دينار أردني (قرابة 2.5 مليون دولار) هي حصيلة حملة شعبية أطلقت في الأردن يوم الاثنين لدعم وتثبيت سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة.

 

وتأتي الحملة المذكورة استكمالا لحملة مماثلة حملت العنوان نفسه العام الماضي، جمعت خلالها مليون دينار أردني (حوالي 1.4 مليون دولار)

 

وساهمت حملات أردنية مماثلة على مدار سبعة أعوام في تغيير حياة ثمانمئة مقدسي وإعادة إعمار 158 وحدة سكنية ومدرستين بكلفة إجمالية بلغت ما يقارب ثلاثة ملايين وثمانمئة ألف دينار (حوالي 5.3 مليون دولار)

 

وقال نقيب المهندسين الأردنيين ماجد الطباع للجزيرة نت إن “حملة فلنشعل قناديل صمودها تأكيد على الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس الشريف وأنها أكبر داعم لها”.

 

التعليق:

 

لقد علمنا رسولنا الكريم rفي سيرته العطرة كيف تكون النصرة عندما يكون المساس في ديننا وأرضنا وعرضنا، وما عقاب النبي rلبني قينقاع خافٍ على أحد في هذه السيرة النبوية الشريفة. فكان هذا الدرس بمثابة النبراس الذي سار عليه كل الخلفاء الراشدين كحرب الردة التي خاضها الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن تبعهم من قادة للمسلمين كالمعتصم في معركة عمورية التي خاضها من أجل امرأة استصرخت وا معتصماه وهي أسيرة عند أعداء الإسلام والمسلمين، وكصلاح الدين الذي خاض الحروب لاسترجاع الأراضي المقدسة من الصليبيين وصولا للسلطان عبد الحميد الذي رفض تسليم فلسطين واعتبر عمل المبضع في بدنه لأهون عليه من أن يرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة العثمانية.

 

أما في يومنا هذا وبعد هدم الخلافة وغياب تحكيم شرع الله، فقد تخلى حكام المسلمين عن فلسطين بل وتخلوا عنها كقضية للمسلمين جميعا لتصبح قضية أهل فلسطين دون سواهم، ثم تأتي الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس الشريف فقط، وها هي الجمعيات اليوم وبدعم من الحكومات تحوِّل ردات فعل المسلمين ونصرة المستضعفين بجمع الأموال وإضاءة الشموع بعد أن كانت مرتبطة بعقيدتها الإسلامية!!

 

أهل فلسطين جميعا يعانون الأمرَّين بوجود هذا الكيان الغاصب الذي يصول ويجول في أراضي المسلمين منتهكا جميع الحرمات والمحرمات والقيم الإنسانية على مرأى ومسمع من دول العالم المتشدق بديمقراطية زائفة وفاسدة، ومن حكام عملاء باعوا الأرض والعرض، ومن جيوش مرابطة في ثكناتها لا تحركها نخوة المعتصم أو صلاح الدين بل تتحرك بناء على أوامر وقوانين وضعت لترسيخ هذا الاحتلال الغاصب.

 

إن إعطاء الضوء الأخضر لهذا الكيان ليبني ما يريد من مستوطنات ليهدم بيوت كثير من العائلات المضطهدة، بالإضافة إلى اعتقال وسجن النساء والأطفال وذلك لعقابهم وكسر إرادة عيشهم بكرامة، وصولاً لمحاولة تشريع قانون يمنع الآذان في القدس والمسجد الأقصى، كل هذا لا يمنعه جمع التبرعات الإنسانية وإن كانت من الأمور الواجبة من باب الأخوة في الإسلام، ولكن حال أهلنا في فلسطين تحتاج لنصرة كما علمنا نبينا محمد r، برفع الظلم ورد كيد الأعداء ومحاسبة غاصب الأرض وهاتك العرض ومشرد الأطفال ومدنس المقدسات، لا الاعتراف به وبكيانه وحمايته بحدود تمنع المسلمين من الزحف لنصرة إخوانهم المضطهدين في الأراضي المقدسة…

 

لقد شجعت حكومات بلادنا ليس فقط على سلخ فلسطين عن جسد الأمة وجعل قضيتها قضية خاصة متعلقة بأهلها فقط، بل عملوا على تسهيل تقسيم معاناة أهلنا هناك إلى معاناة مناطقية، فتارة نسمع على وسائل الإعلام وفي تنديدات الحكام بقصف غزة ووصف الوضع بالمأساوي ثم يعملون على جمع التبرعات لهم دون سواهم، وها هي التبرعات تجمع الآن لأهلنا في القدس دون أي معارضة من النظام الأردني بل برعايته ومشاركة نقابة المهندسين في ذلك، وهنا يأتي السؤال لهذا النظام العميل: لو تحركت الجيوش والشعوب نحو الحدود لرفع الظلم عن أهل القدس وغزة والخليل وغيرها من المناطق التي ترزح تحت الاحتلال، هل ستباركون هذا التحرك؟؟ أم أنكم ستصدونه وتبذلون قصارى جهدكم لنيل رضوان أسيادكم؟!! ألم تقرأوا قول الله تعالى وتتدبروه عندما قال ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ وقوله تعالى ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾؟

 

فيا أيها المخلصون من أمة خير الأنام، لا تذهبوا مع بوصلة هؤلاء الحكام وتساهموا في تمييع أحكام الله وتأخذوا بعضها وتتركوا بعضها، فحذار أن ينطبق عليكم ما قاله الله تعالى في محكم التنزيل ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

رنا مصطفى

2016_11_18_TLK_2_OK.pdf