Take a fresh look at your lifestyle.

لن تُسكتوا الأذان يا أتباع الشيطان

 

لن تُسكتوا الأذان يا أتباع الشيطان

 

 

 

الخبر:

 

“أقرت اللجنة الوزارية “لكيان يهود” الخاصة بالتشريعات، مشروع قانون يمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس والمناطق القريبة من المستوطنات وداخل الخط الأخضر، وذلك تمهيدا لعرضه على الكنيست لمناقشته والمصادقة عليه. وكان رئيس كيان يهود بنيامين نتنياهو أعلن تأييده مشروع القانون الذي سيمنح – في حال إقراره – شرطة “كيان يهود” صلاحية استدعاء مؤذنين واتخاذ إجراءات جنائية بحقهم، وفرض غرامات مالية عليهم. وورد في شرح القانون بأن مئات الآلاف من اليهود، في الجليل والنقب والقدس، وتل الربيع ويافا، وفي أماكن أخرى، يعانون بشكل غير اعتيادي وبشكل يومي من “الضوضاء الشديدة” التي يحدثها رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد، عدة مرات في الليلة وفي ساعات الصباح الباكر”.

 

التعليق:

 

في ظل سياسة الاستخذاء العربي والِإسلامي عن نصرة الأقصى وفلسطين يتمادى كيان يهود بعنجهيته وغطرسته وتحدّيه واستخفافه واستفزازه السافر للمسلمين في كل مكان، وما يسمّى زورا “بالقوانين والمواثيق الدولية التي تكفلت بحماية المقدسات والحق الديني والتاريخي في فلسطين”. فهو لا يقيم وزنا لشيء إلا لمشروعه وحلمه لفرض هيمنته على فلسطين كلها بشرا وحجرا وشجرا وبرا وبحرا وتاريخا وحضارة!! فهو يمضي قدماً في الاستيطان وسرقة الأراضي والبيوت، ويستمر في تدنيس الأقصى وخططه لهدمه. وبعد تقسيم وتهويد المسجد الإبراهيمي في الخليل وغيره من مساجد الله في طول فلسطين وعرضها، يأتي الآن بهذا القانون المُخزي بمنع ذكر الله بمكبرات الصوت في مساجده!! وكأن فلسطين ملك لهم! وكأنه ليس لها حضارة إسلامية راسخة رسوخ الجبال! حيث يقارنها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بأوروبا التي تم في أجزاء منها فرض قيود على مستوى الصوت في المكبرات قائلا: “في كل دول أوروبا توجد هذه المشكلة وهم يعرفون كيف يعالجونها. وهذا القانون في بلجيكا وفرنسا شرعي. فلماذا لا يكون شرعيا عندنا؟ لا يجب أن نكون أكثر ليبرالية من أوروبا”. ونسي هذا الخنزير أو تناسى متعمدا أنهم دخلاء عليها وسيرحلون عنها عاجلا أو آجلا… نسي أو تناسى أنها أرض إسلامية عريقة في إسلامها، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

 

ومن الجدير بالذكر المواقف الرافضة كليا لهذا الإجراء من أهل فلسطين الداخل أو ما يسمى بمناطق الخط الأخضر، حيث تعددت التصريحات المنددة بهذا القرار الذي وصفوه بأنه مساس برمز مقدس وجزء من العقيدة. “وتساءلوا مستهجنين عن حرية الأديان التي تتمسك بها دولة الاحتلال والمجتمع الدولي، عندما يمنع الأذان الذي يصدح منذ 1400 سنة داخل مدينة القدس، وأين هي حرية الأديان عندما يمنع في القرن الواحد والعشرين؟ منوهين إلى أن كل الجيوش التي غزت فلسطين والقدس على مدار التاريخ لم تقدر ولم تستطع منع هذا الأذان! وطالبوا من يزعجه صوت الأذان ويظن أنه في أوروبا بالعودة إلى أوروبا ليأخذ راحته هناك. فهو الذي أتى واحتل وسكن في البلدات العربية وعلى أنقاضها، وأن الهدف من هذا القانون ليس انزعاج اليهود من الأذان، وإنما انزعاجهم من الوجود الإسلامي في مدينة القدس والداخل المحتل، فهو انعكاس لسياسة الاحتلال واستراتيجيته في التهويد، وهو ليس مرتبطاً بالإزعاج أو الضوضاء، بل هو قرار له أبعاد سياسية ومعد له منذ فترة طويلة”.

 

وفي الوقت نفسه تأتي ما تسمى بالسلطة الفلسطينية بسلاح مقاومة فتاك لهذا التعدي الصارخ فتقول “مندّدة مستنكرة” أولا على لسان وزير أوقافها إن “هذا القانون يعبر عن عنصرية تجاوزت الأبعاد السياسية لتصل إلى أبعاد دينية تنذر المنطقة كلها بحرب دينية، من خلال المساس بحرية المعتقدات ووسائل التعبير عنها كما كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية”! ثم على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة “مهددا متوعدا “أن القيادة ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي وإلى كل المؤسسات الدولية، لوقف هذه الإجراءات التصعيدية الأخيرة المتمثلة بتشريع البؤر الاستيطانية ومنع الأذان عبر مكبرات الصوت، والتي ستجر المنطقة إلى كوارث وحرب دينية”!! وكأنها ليست من الأساس حرباً دينية عقائدية!! وكأن المجتمع الدولي سينصفهم ويعيد الحق إلى أصحابه ويمنع يهود من صلَفهم وظلمهم!! ألا ساء ما يحكمون.

 

إن هذا القانون هو مساس بشعيرة من شعائر الإسلام، لا تخص القدس أو فلسطين وحدها بل تخص مليار ونصف مليار مسلم في العالم. والذي ربما ينتظر كيان يهود رد فعلهم على هذا القانون قبل تنفيذه فعليا!! هذه الشعيرة التي شُرّعت في عهد رسول الله rفي المدينة على أثر رؤيا لأحد الصحابة. فقد تشاور رسول الله rمع أصحابه لإيجاد شيء يُعْلِم الناس بدخول الوقت لأداء الصلاة، فقال بعضهم نرفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، ولكن اعترض آخرون بأنه لا يفيد النائم ولا ينبه الغافل. وقال آخرون نشعل ناراً على مرتفع من الهضاب، فلم يقبل هذا الرأي أيضاً. وأشار آخرون ببوق وهو ما كانت اليهود تستعمله لصلواتهم، وأشار غيرهم باستعمال الناقوس وهو ما يستعمله النصارى فكرههما الرسول rلأنه كان يحب مخالفة أهل الكتاب في أعمالهم، وأشار فريق آخر بالنداء، فيقوم بعض الناس إذا حانت الصلاة وينادي بها فقبل هذا الرأي. ثم تشرف برؤية الأذان في المنام أحد الصحابة الأخيار، وهو عبد الله بن زيد رضي الله عنه، فأقره النبي r، وقد وافقت رؤياه رؤيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والقصة بكاملها مروية في كتب السنة والسيرة… وعن أبي سعيد الخدري أن النبي rقال: «… لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»… وسينتقم الله لدينه ويحق وعده وهو القائل جل وعلا: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.. ولن يقطع دابرهم ويقضي عليهم إلا دولة الإسلام القوية، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي وعد الله بها عباده وبشر بها رسوله r.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

مسلمة الشامي (أم صهيب)

 

2016_11_18_TLK_4_OK.pdf