Take a fresh look at your lifestyle.

ما المتوقع من رئاسة ترامب

 

ما المتوقع من رئاسة ترامب

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

لا تزال الكثير من دول العالم لم تهضم انتصار دونالد ترامب على المخضرمة هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. ترامب هزم كلينتون بشكل ساحق بالفوز بعدد من الولايات التي كانت معاقل للديمقراطيين والتي (فازت هيلاري كلينتون فيها في التصويت الشعبي). العديد من المحللين انكفأوا على أنفسهم لتحديد ما يعنيه هذا بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية وموقف الولايات المتحدة عالميا. إذا ما أمعنا النظر في النظام الأمريكي والقضايا التي تشارك الولايات المتحدة فيها يتبين أنه من غير المرجح بأن ترامب مثل أسلافه سوف تكون لديه القدرة على تغيير الكثير.

 

 

التعليق:

 

الذي جعل من فوز ترامب صدمة حقيقة أنه ليس سياسيًا، وأنه لم يتول منصبًا أبدًا وكما أظهرت المناظرات الرئاسية فهو لا يمتلك شيئًا من ناحية السياسة عدا بعض اللدغات التي كانت في أحسن الأحوال مسلية ولكن يكاد يكون من المستحيل تنفيذها. الرأي العام الأمريكي ضاق ذرعا من السياسيين المخضرمين الذين يقولون شيئا ولكنهم يبحثون عن جيوبهم الخاصة وأصدقائهم في عالم الشركات. وبوهم الديمقراطية كان يبحث الجمهور في الولايات المتحدة عن شخصية مناهضة للمؤسسة والتي من شأنها أن تذهب ضد التيار. هذه الانتخابات عرضت أسوأ الاحتمالات والكثيرون صوتوا لمؤجرين شريرين.

 

لكنه لا يوجد بديل لدونالد ترامب حيث استخدم بمهارة كل إخلال وأسطورة والكذب للوصول إلى البيت الأبيض. ترامب ليس مبدئيا، في الواقع طوال حياته سعى لما يفيده فقط من تعامله مع النساء وإفلاساته المتعددة، وترك العديد من القابعين تحت خط الفقر. أثبت ترامب طوال حياته أنه كان براجماتيًا وعلى استعداد للقيام بأي شيء لتحقيق أهدافه، وعدم امتلاكه أي مبادئ أو قيم. مثل سلفه الذي كان شعاره “حان الوقت من أجل التغيير” تملق ترامب شعار “جعل أمريكا بلدا عظيما مرة أخرى” والذي سينتهي بالحفاظ على الوضع الراهن وإعادة الشيء نفسه. النجاح الانتخابي لترامب يظهر حقا بأن الرأي العام الأمريكي فقد الثقة في سياسييه وفي الديمقراطية كذلك حيث إن 45٪ من الناخبين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التصويت.

 

الموقف الرئيسي للسياسة الخارجية لترامب هو العمل مع روسيا. ولكنه سيكون ورث هذا من أوباما الذي كان بالفعل يتبع هذا الاتجاه. في سوريا الولايات المتحدة وروسيا ساروا بالتوافق في الحفاظ على نظام الأسد، وروسيا لعبت دورا رئيسيا في إنقاذ النظام مرة أخرى في دمشق في أيلول/سبتمبر 2015 عندما كان على وشك الانهيار. حيث قصفت روسيا الجماعات المتمردة التي تقاتل الأسد بشكل مكثف مما اضطر العديد منهم إلى طاولة المفاوضات الأمريكية واتباع الحل السياسي القائل بحكومة انتقالية مع بقاء النظام.

 

أيا كانت معتقدات ترامب أو خططه التي يخطط للقيام بها فواقع الرئيس الأمريكي له الكثير من القيود. حيث إن السلطة في الولايات المتحدة تتوزع على عدة مؤسسات والتي تعمل كحاجز أمام أي رئيس يفكر بتمرير سياساته. رئيس الولايات المتحدة هو منصب انتقالي، بمعنى أن الرئيس المنصب يتعامل مع القضايا الأساسية نفسها، وليس مجموعة مختلفة من القضايا. الرؤساء الأمريكيون عليهم التعامل مع الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة العالمية، والتعامل مع التهديدات على الصعيدين العالمي والإقليمي، والحفاظ على مركز مهيمن للبلد. وبالنظر إلى أن ترامب ليس لديه خبرة سياسية فإنه سيضطر إلى جمع العديد من المستشارين حوله الأمر الذي سيجعله متكررا وزائداً.

 

بينما تحتفل أمريكا بانتخاب دخيل كامل إلى البيت الأبيض فهم في الواقع انتخبوا رجل الأعمال الملياردير الذي يمثل حقا كل ما هو خاطئ في الولايات المتحدة. في حين إن الجمهور الأمريكي يشعر بأن هناك شيئا خاطئا جدا، فهم حتى الآن لم يكتشفوا بأن الحل يكمن في التصدي للمؤسسات والنظم التي تنتج مثل هؤلاء الناس الفاسدين. إعادة تأسيس الولايات المتحدة سوف يعرقل عملهم لضمان رئاسة ترامب التي لن تؤدي إلى ذلك.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عدنان خان

 

 

2016_11_19_TLK_3_OK.pdf