الإسلام في اليابان
(مترجم)
الخبر:
هز زلزال قوي شمال اليابان في وقت مبكر من يوم الثلاثاء مما عطّل لفترة وجيزة وظائف التبريد في محطة نووية ونتجت عنه موجات تسونامي صغيرة في منطقة فوكوشيما وهي نفس المنطقة التي دمرها زلزال عام 2011؛ تسونامي وكارثة نووية.
والزلزال الذي بلغت قوته 7.4، وشعر به الناس في طوكيو، دفع آلاف السكان للفرار إلى المناطق المرتفعة عند الفجر على طول الساحل الشمالي الشرقي.
التعليق:
تتعرض اليابان بشكل منتظم لزلازل وموجات تسونامي مدمرة. ففي عام 2011 تم تسجيل هزة أرضية بلغت قوتها 9 درجات على مقياس ريختر. ووفقًا للمعهد الإيطالي الوطني للجيوفيزياء وعلوم البراكين، فقد حرف الزلزال محور الأرض بمقدار 25 سنتيمترًا. وبسبب قوة الزلزال الهائلة، تحركت أيضًا أجزاء من شمال شرق اليابان بمقدار 2.4 مترًا باتجاه أمريكا الشمالية.
وبلا أي شك، فإن هذه الكوارث تؤثر بشكل كبير على حياة الناس في اليابان. وفي كل مرة يقع مثل هذا الحدث، فإن الخوف يصيب الناس ولكنه أيضًا يذكرهم بمدى ضعفهم، وذلك على الرغم من أن اليابان من الناحية التكنولوجية تعتبر إحدى الدول الأكثر تقدمًا على مستوى العالم.
ونحن بلا أي شك نعتقد أن هذا النوع من الكوارث يحدث بأمر الله سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى بيده مقاليد السماوات والأرض. والغرض من هذه الكوارث ربما يكون لإهلاك أمة لا تلتزم بأمر الله، أو ربما تكون تذكيرًا من الخالق المدبر للغافلين لدفعهم للتفكير والإقبال عليه سبحانه وتعالى. وفي هذا السياق، أود ذكر قصة حدثت بين دولة الخلافة العثمانية واليابان.
على الرغم من أن الشعب الياباني قد احتك في بعض المناسبات بالإسلام والمسلمين، إلا أن وجود علاقة رسمية بين دولة الخلافة العثمانية واليابان لم تتم حتى القرن التاسع عشر.
ففي عام 1877م دخل الإسلام إلى اليابان كجزء من الأفكار الدينية “الغربية”، وذلك ضمن التبادل الثقافي المشترك. ثم تُرجمت حياة النبي محمد rإلى اللغة اليابانية. لكنها بقيت لأغراض إعلامية فقط.
ومع ذلك، وبعد وقت قصير، أرسل الإمبراطور الياباني ميجي في عام 1889م سفراءه وقوافل خاصة إلى إسطنبول للقاء السلطان عبد الحميد خان لتسليمه بعض الهدايا و”رسالة خاصة”. في هذه الرسالة الخاصة، طلب الإمبراطور الياباني من عبد الحميد خان أن يرسل له “معلومات باللغة اليابانية أو الفرنسية حول الدين الإسلامي والتاريخ الإسلامي، والعلوم الإسلامية والتطورات التكنولوجية، ووجهة نظر الإسلام في العقيدة والأعمال الخيرية وغيرها”.
وفي العام نفسه أرسل الخليفة العثماني عبد الحميد خان الثاني سفينة حربية تدعى “أرطغرل” بالإضافة إلى نحو 600 من العلماء والخبراء المسلمين. وكذلك بعث هدايا وهي عبارة عن نسخة من القرآن الكريم مضيئة مطلية بالذهب وغيرها من الكتب الإسلامية.
وقد أقام حملة الدعوة الإسلامية علاقات طيبة مع الشعب الياباني وحملوا الإسلام إليهم، لدرجة أن كبار المسؤولين اليابانيين في القصر قد تأثروا بهذه الرسالة، كما أن الإمبراطور ميجي أبدى اهتمامًا شديدًا بالدين الإسلامي.
ولكن الله سبحانه وتعالى قد شاء أن يضرب إعصار قوي السفينة الحربية “أرطغرل” في اليابان خلال طريق عودتها. وقد مات نتيجة لذلك جميع العلماء وحملة الدعوة والخبراء.
وعند سماع هذا الخبر، قام رجل ياباني شاب يدعى توراجيرو يامادا بحملة في جميع أنحاء اليابان من أجل جمع الأموال لعائلات الذين ماتوا في هذا الحادث المأساوي. وفي عام 1892م قام شخصيًا بتسليم مبلغ ضخم من المال إلى عبد الحميد خان لتوزيعه على عائلات الضحايا.
واليوم، وبحسب بعض الإحصائيات، فقد اعتنق الإسلام أكثر من 100 ألف شخص في اليابان. وكل هذا يرجع إلى الإنجاز الذي قامت به دولة الخلافة منذ أكثر من قرن، ويحصل هذا في معظم الأحيان في ظل غياب دولة إسلامية قوية ومؤثرة.
وكما بين ذلك عبد الرشيد إبراهيم بشكل صحيح، وهو الذي لعب دورًا مهمًا في إيصال رسالة الإسلام إلى اليابان، فقد كتب مرة قصيدة تتعلق بطبيعة الشعب الياباني الراقية وإخلاصهم:
“إن ما ينقصهم هو التوحيد حتى نعتبرهم مسلمين”، وكتب أيضًا: “أعتقد أن الإسلام سيشع هناك بالتأكيد، وكل ما يحتاجه العثمانيون (الخلافة) هو الاتصال بهم وبذل الجهود”.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ علينا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مرة أخرى، حتى نتمكن بعون الله سبحانه وتعالى من إيصال الإسلام للشعب الياباني المعروف بإحساسه المذهل نحو الانضباط والاحترام والشرف، فيُكرموا بالإسلام، ويساهموا في هذا الدين بصفاتهم الحميدة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا