الحوثيون يسعدون الساسة الأمريكيين
الخبر:
أوردت صحيفة “اليمن اليوم” يوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري الصادرة في اليمن على صدر صفحتها الأولى خبراً بعنوان “السفير الأمريكي: شرعية هادي انتقالية ولم نعتذر له وسعداء ببيان المؤتمر وأنصار الله” جاء فيه (رحب السفير الأمريكي لدى بلادنا ماثيو تولر بموافقة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله على الاتفاق الذي وقع في العاصمة العمانية مسقط والخاص بوقف إطلاق النار في بلادنا. وقال السفير الأمريكي في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الاثنين في الرياض وشارك فيه صحفيون من اليمن: “نحن سعداء ببيان المؤتمر وأنصار الله وموافقتهم على استئناف المفاوضات”، مشيداً بالاتفاق الموقع في العاصمة العمانية مسقط الأسبوع الماضي لوقف الحرب في اليمن وتشكيل حكومة جديدة. وقال: نسعى لإقناع حكومة هادي بهذا الأمر، معتبراً في الوقت نفسه “لقاء كيري مع أنصار الله في مسقط دليل على أنهم يتعاطون بإيجابية”. و”من جهة ثانية نفى السفير الأمريكي لدى بلادنا ماثيو تولر، أن تكون بلاده قدمت اعتذارا للفار هادي على خلفية تجاهل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري له ولحكومته في اتفاق مسقط. وكان الفار هادي زعم أن مساعد وزير الخارجية الأمريكية والسفير الأمريكي لدى بلادنا، التقيا به في مقر إقامته بالرياض وقدما له اعتذارا. وقال السفير الأمريكي: “نحن لم نعتذر، وليس لدينا شيء نعتذر عنه أصلا”. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي كريستشين جيمس قد نفى الأسبوع الماضي الاعتذار لهادي قائلا إن “كيري لا يعتذر عن إصراره تسوية الملف اليمني وسيواصل جهوده في هذا السياق”.
التعليق:
جاء تصريح السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر على إثر انتشار شائعة اعتذارِ أمريكا لهادي بعد تجاهله هو وحكومته مرتين الأولى حين لم يطلعه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خارطة الطريق لاستئناف المفاوضات بينه وبين الحوثيين وعرضها على الحوثيين بصنعاء، والأخرى عن الاتفاق المعلن عنه في مسقط منتصف الأسبوع الماضي بين وزير خارجية أمريكا جون كيري والناطق الرسمي للحوثيين، ورفض هادي وحكومته للاتفاق.
ما إن غادر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد صنعاء بعد عرضه خارطة الطريق لاستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع المسلح في اليمن، حتى طار الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام إلى مسقط في انتظار لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي وصل مسقط ليجتمع بمحمد عبد السلام “الذي يرفع شعار الموت لأمريكا” ويتفق معه على إزاحة هادي وتعيين نائب له بالتوافق، تمنح له صلاحيات هادي، ووقف لإطلاق النار في اليمن وتشكيل حكومة من الطرفين!
تصريح السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر ذكر هادي بأنه ليس سوى رئيس لمرحلة انتقالية وأن عليه أن يترك منصب الرئاسة اليوم أو بعد حين.
إنه أمر دبر بليل فقد كشف تصريح ماثيو تولر مدى لهفة أمريكا على حصول الحوثيين على الشرعية والمشاركة في حكم اليمن، والحوثيون دخلوا صنعاء بقوة السلاح والأمريكيون يحاربون الواصلين إلى الحكم باستخدام القوة ويصفونهم بـ”الإرهابيين”.
لقد أدخل الحوثيون الذين يصرخون بشعار “الموت لأمريكا” السعادة على قلوب ساسة أمريكا، فهل يعتبر الصارخون الحوثيون من لقاءات ممثليهم الرسميين بالساسة الأمريكان أم أنهم سيُضلّلون وسيبررون؟
إلى متى سيظل بعض المسلمين سذجاً بالقدر الذي يُذبحون وهم مصرون على مواصلة السير نحو المسلخ؟ ألا ينظرون فيبصروا أن الحق أبلج ولا يحتاج إلى بيان؟ إن استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، هي كيان لهم يأوون إليه بدلاً من أن تتقاذفهم أقدام الإنجليز والأمريكان المتصارعين الحقيقيين في اليمن ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس – اليمن