خروج جميع مشافي حلب عن الخدمة
الخبر:
أعلنت إدارة المستشفيات في حلب عن خروج جميع مشافي حلب عن الخدمة بسبب القصف الروسي الوحشي.
التعليق:
تكاد القلوب تتفطر من هول المناظر التي خلفتها طائرات الإجرام في حلب الصمود والإباء.
جاء هذا التصعيد بعد رفض أهل حلب للهدنة الأمريكية المشؤومة فقررت معاقبتهم حتى يخضعوا لقراراتها، بينما تتسابق المعارضة المرضي عنها أمريكياً للوصول إلى مطابخ الخيانة علها تجد ما تسد به جوعتها، حتى ولو كانت هذه اللقيمات ملطخة بدماء أهل الشام.
لا شك أن ما يعانيه أهل حلب وريف دمشق اليوم هو بسبب استفراد النظام بهم بينما يقوم بمهادنة باقي المناطق ويحيدها عن الصراع حتى يستعيد المناطق المهمة في حلب وريف دمشق ثم ينتقل إلى باقي المناطق التي هادنها مسبقاً.
وإنه مما أدمى القلب أكثر وكان ضغثاً على إبالة هو أن نرى بعض المشايخ لا يزالون يشرعنون الهدن والمفاوضات مع النظام المجرم ويستدلون بأفعالهم هذه زوراً وبهتاناً بما فعله رسول الله rفي صلح الحديبية.!
بالرغم من تبياننا لهذه الهدن الخيانية من بدايتها ومناقضتها لما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام وتحذيرنا منها، لأن الرائد لا يكذب أهله، إلا أننا نذكّر الذين استدلوا بصلح الحديبية ليلبسوا على الناس أمرهم ويحرفوا ثورتهم عن مسارها الصحيح… نذكّرهم بما فعله رسول الله rعندما نقضت قريش العهد مع خزاعة التي كانت في حلف النبي rوهي مشركة فجاء عمرو بن سالم إلى رسول الله rوهو ينشد:
يا رب إني ناشد محمداً … حلف أبينا وأبيه الأتلدا
قد كنتم ولداً وكنا والدا … ثُمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصراً أعتدا … وادع عباد الله يأتوك مددا
فما كان من رسول الله rإلا أن قال له: «نصرت يا عمرو بن سالم، لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب»، فسير الجيوش وفتح مكة.
هذا ما كان من رسول الله rوهذه نصرته للذين دخلوا في حلفه، فماذا أنتم فاعلون مع أهل حلب والغوطة يا من شرعنتم الهدن والمفاوضات هل ستفتحون حلب ودمشق؟؟ أم ستذهبون إلى الرياض وإلى فينَّا؟؟
إن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله (حكم بالإسلام)… فلا يصلح بالهدن والمفاوضات ولا بلعق أحذية الدول الكافرة، فلا يمكن للحق أن يجلس مع الباطل على طاولة واحدة، ولا يمكن للإيمان أن يجتمع مع الكفر، فنصرة المسلمين في حلب وغيرها لا تكون إلا بتسيير الجيوش لتنسي أمريكا وروسيا الكافرتين وساوس الشيطان، فإلى عز الدنيا والآخرة، إلى جنة عرضها السماوات والأرض ورضوان من الله أكبر، إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسولكم الكريم ندعوكم أيها المسلمون.
﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف الحريري ( أبو جرير)