إذن، فالعلاقة السعودية الترامبية ليست وليدة اللحظة!
الخبر:
أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أسس ثماني شركات في السعودية ترتبط بإمبراطوريته الفندقية في آب/أغسطس 2015، بعد فترة وجيزة من إعلانه ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة. وأضافت أن إحدى الشركات تحمل اسم تي إتش سي جدة هوتيل، فيما تسمى أخرى دي تي (دونالد ترامب) للخدمات الفنية. ونسبت «واشنطن بوست» معلوماتها إلى نماذج إفصاح مالي تخص الرئيس المنتخب. ودأب ترامب على تسمية شركاته باسم المدينة التي يختار العمل فيها. وأضافت أنه عند تقديم ترامب نماذج إفصاحه المالي للسلطات الأمريكية في أيار/مايو 2016 كانت أربع من تلك الشركات التي يرأس ترامب مجالس إداراتها ناشطة. (صحيفة عكاظ، 2016/11/23)
التعليق:
ربما لا يحتاج الخبر مزيد تعليق، فهو يعلق على نفسه بنفسه لكل ذي لب وبصيرة…
لقد نشرنا قبل أيام قليلة خبرا وتعليقا يستنكر هوان حكومة آل سعود في مسارعتها لتهنئة ترامب رغم كل إساءاته للمسلمين ومقدساتهم، عدا عن إساءاته المباشرة لبلادنا المباركة… وها هو هذا الخبر يأتي ليؤكد أن العلاقة الحميمية بين آل سعود وترامب لم تكن وليدة لحظة نجاحه في الانتخابات، أي في اللحظة التي قد يعتبر فيها البعض أن التعامل معه قد أصبح أمرا واقعا لا بد منه، بل جاء هذا الخبر ليثبت أن العلاقة معه بدأت بعد بضعة أشهر فقط من تولي الملك سلمان حكم البلاد، في دلالة واضحة على عمق هذه العلاقة وتأصلها…
لقد خُدع كثيرٌ من الناس بما حملته “رؤية 2030” من مشاريع اقتصادية، رافقها بعض حملات التضييق على الكثير من المؤسسات الاقتصادية، ظنا من هؤلاء المخدوعين صدق دعوى “التوطين” التي أوهموهم بها… ولكن الله يأبى إلا أن يفضح آل سعود دائما، فتأتي مثل هذه الأخبار لتكشف زيف تلك الدعاوى وتثبت أن تلك الرؤية الاقتصادية ليست إلا ترسيخا لقدم شركات وحوش الرأسمالية الأمريكية على حساب المستضعفين من أصحاب المشاريع البسيطة، والبسطاء من العمال الباحثين عن قوت يومهم، بل وعلى حساب المخدوعين من أبناء هذا البلد، حالهم كحال إخوتهم المسلمين الذين يقيمون فيه…
لقد قلنا مرارا إن عمالة آل سعود لأسيادهم الأمريكان، ومن قبلهم البريطانيين، متجذرة منذ تأسيس الدولة على أنقاض الخلافة، فتأتي مثل هذه الأخبار لتؤكد صدق ذلك…
ولقد قلنا مرارا إن المشاريع التي يأتي بها آل سعود لا تراعي إلا مصالحهم ومصالح أسيادهم، ولا تأبه بابن بلد أو غيره، عدا عن مصادمتها الصارخة لدين الله الذي يحرم موالاة الكافرين وتمكينهم من ثروات البلاد ورؤوس العباد، كما يقطع نصا ودلالة أن لا فرق بين مسلم وآخر، فلا يوجد في دين الله ما يسمى “سعودة” أو “توطين”، كما أن دين الله يوجب أن تكون ثروات البلاد ملكا لرعاياها، يعملون فيها لكسب رزقهم، بدلا من أن تهدى لترامب وأشكاله وتصب في جيوبهم…
إننا على يقين أن مثل هذه الأخبار ستوقظ يوما كل مخدوع بآل سعود وحكمهم، وهذا ما نراه بأعيننا حتى لو كان ببطء، وسيأتي اليوم الذي ينقلب فيه مكرُهم ويلاتٍ على رؤوسهم…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين