سقوط حلب… هو نتيجة لسقوط إسطنبول
الخبر:
الجزيرة نت – قال الكرملين إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يبذل “جهودا خارقة” من أجل ما وصفه بتطبيع الوضع في سوريا وإنهاء الأزمة بحلب في أقرب وقت ممكن. يأتي ذلك بينما يشن النظام حملة على شرقي المدينة سيطر فيها على عدة أحياء.
التعليق:
الجهود الخارقة هي التي بذلها الغرب والشرق لإجهاض ثورة الأمة في الشام ولإنقاذ عميلهم المخلص لهم بشار وزمرته، نعم إنها جهود خارقة لم يكن لها أن تنجح لولا عاملان مهمان رافقا هذه الجهود الخبيثة الحثيثة. أولهما خيانات من رأس الهرم حتى الذنب في صفوف الثوار، فقد أوسدوا الأمر لغير أهله وصمّوا الآذان عن خطاب الشرع أن لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تقبلوا مساعدة من عدو، رافقت ذلك ضحالة سياسية فاضحة أوكست كل نصر عسكري كان يتم وأجهضت كل خطة كانت تُعد لإخماد نار الحقد الروسي المتمدد من أمريكا.
وثانيهما تمزق وتشرذم الأمة الإسلامية وخاصة العرب منها، فعلى مدى أكثر من خمس سنوات كان الشهداء يتساقطون يومياً في الشام وكان عدوهم يدمرهم ويحرقهم بكل سلاح تمكن منه سواء أكان كيماوياً أم عنقودياً أم سلاح دمار شامل، كانت بقية الأمة وفي الوقت نفسه تتلهى عن ثورتها بحفلات وسباقات ومباريات وسخافات أنهكتها وأضاعتها وشتتتها حتى بدت وكأنها ليست أمة واحدة، بل شعوب متناحرة قضى عليها حكامها وقادتها، وصارت جيوشها نقمة لا نعمة، وصارت أسلحتها مصدر رعب وخوف لأهلها لا لأعدائها. فوالى قادتها قاتليها، حتى رأينا بأم أعيننا من يطفئ ناراً تحرق يهود بماء بارد بينما يصب الزيت على نار حلب ليزيد حرقها للمسلمين، فهل من منادٍ وا إسلاماه؟
نعم، إن سقطت حلب فإنها سقطت منذ سقطت إسطنبول حين استولى الأعداء على دار الخلافة ونصبوا بشاراً آخر حينها عليها هو مصطفى كمال، الذي ألغى الخلافة وتسبب في سقوط ليس فقط حلب بل كل بلاد المسلمين.
سقطت إسطنبول فضاعت دولة الإسلام ونُحرت جيوش الأمة التي كانت تذب عنها، فسقطت القدس وبغداد والشام وكل بلاد المسلمين. فيا دعاة الجهاد بلا وعي، هل أوصلتم الأمة إلا إلى الدمار لأنكم ما انطلقتم من فكر وإنما من قوة زالت حين ضعفت النفوس وتهاوت الرغبات عليها فضاعت البلاد والعباد؟
فيا أمة الإسلام، لا يأس مع الإسلام، فوعد الله حق، ونصره حق، لا يؤتيه إلا لأهله، اللهم اجعلنا من أهله كما جعلت خالداً وسعداً وأبا عبيدة وطارقاً ومحمداً الفاتح من أهل النصر.
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا