الموقف (التصحيحي) لأردوغان حول الأقصى لم يخرج عن سقف “اليونسكو”
الخبر:
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “المسجد الأقصى المبارك وما فيه وما أسفله وقبة الصخرة المشرفة ملك للمسلمين فقط”. وأضاف أردوغان أن الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى واجب، معتبرا أن “الوقوف إلى جانب الأطفال الذين لا يملكون إلا الحجارة والدفاع عن القدس مسؤولية الجميع” (الجزيرة نت).
التعليق:
تمثل هذه التصريحات تراجعا طفيفا عن تصريحات أردوغان السابقة التي نشرتها ترك برس – قبل أيام – بأن “المسجد الأقصى هو مكان الصلاة للأديان الثلاثة”، ولكنها لا تكفي للعودة الصحيحة للحق وللثوابت الإسلامية.
وهذا الموقف (التصحيحي) من أردوغان لم يخرج عن سقف منظمة اليونسكو (كمنظمة استعمارية)، وهي التي اعتبرت المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم: حيث كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اتخذت قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا (الجزيرة نت في 2016/10/18). ومثلت تصريحات أردوغان السابقة التي اعتبر فيها أن “المسجد الأقصى هو مكان الصلاة للأديان الثلاثة” هبوطا عن هذا الموقف الأممي.
إن حصر سلطان المسلمين (وملكيتهم إن صح تعبير أردوغان) بالمسجد الأقصى وحده مخالفة للأحكام الشرعية، لأن فلسطين كلها أراض خراجية ولا يجوز أن يكون فيها إلا سلطان المسلمين، وليس المسجد الأقصى لوحده، والله لم يحصر المباركة في المسجد الأقصى لوحده، بل قال سبحانه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾.
ولذلك لا يصح التفريط بشبر من أرض فلسطين المباركة لأي كيان أو طائفة. ثم إن العهدة العمرية تعهدت بعدم سكنى اليهود في القدس، لا عدم دخول المسجد الأقصى لوحده. والله سبحانه قد حرم تمكين الكفار المستعمرين من احتلال بلاد المسلمين فكيف بها وهي أرض الإسراء والمعراج؟!
ولذلك فإن الواجب على الأمة الإسلامية العمل على تحرير المسجد الأقصى وما حوله، لا مجرد “الدفاع” عن هويته فقط! وهذا الواجب لا يتم إلا عبر تحريك الطائرات الإسلامية – ومنها الطائرات التركية – لخلع كيان يهود من جذوره، والقضاء على شروره.
وإن كيان يهود – الذي يقض مضجعه رفع صوت الأذان – على موعد مع رعب أكبر عندما يترافق أزيز الطائرات وأصوات المدافع مع تكبيرات المجاهدين. ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين