الحل الدائم يكمن في تغيير شامل للنظام الرأسمالي
(مترجم)
الخبر:
أكد أمين عام مجلس وزراء التربية والتعليم فريد ماتيانجي بأن عصر الغش والفوضى في مجمع الامتحانات قد شارف على الانتهاء. وعلى عكس الـ30 عامًا الماضية، التي كان فيها الغش أمرًا مستشريًا في نماذج الامتحانات الأربعة والثمانية القياسية، فقد جرى توثيق 21 حالة من الممارسات الخاطئة فقط. وقد صرح ماتيانجي يوم الأربعاء أثناء جولته إلى المدارس في مقاطعة ماشاكوس وذلك للإشراف على سير امتحان الفيزياء، وكانت تلك الورقة الأخيرة لهذا العام، صرح بأن “إدارة شؤون الامتحانات مرت بشكل سلس”. وأضاف “كانت الامتحانات ذات مصداقية” ونقل عنه تصريحات أبعد من هذه قال فيها “من الآن فصاعدًا، لا يمكنك شراء علامات جيدة”.
التعليق:
كما أي وزير آخر في الأنظمة العلمانية، يحاول ماتيانجي التعامل مع أعراض المرض المتجذر بعمق في جميع قطاعات العالم العلماني، أي الرأسمالية. وعلى الرغم من أن كثيرين هنأوا ماتيانجي على “جهوده” للحد من خطر تسرب الامتحانات إلاّ أن لدى ماتيانجي قضية طويلة الأمد متعلقة بالتعليم لن يتمكن من التصدي لها ومعالجتها أبدا. فالتعليم الرأسمالي ليس إلا سلعة تجارية كما أي سلعة أخرى، ما يفسح المجال بالتالي لتزوير شهادات وهمية وتسريب امتحانات.
هل تذكرون عندما عين ميشوكي وزيرا للنقل؟ كان الفساد منتشرًا في مركبات الخدمات العامة ولم يحتج منه الأمر أكثر من شهرين لتحويل هذا القطاع إلى مؤسسة روحية يلبس فيها جميع السائقين الزي العسكري ويضع فيها جميع الركاب أحزمة الأمان ولم يكن يجرؤ أحد حينها على مخالفة هذه الأمور. وما أن نقل إلى وزارة أخرى حتى عاد الوضع إلى ما كان عليه قديما.
صنعت الرأسمالية المغفلة فرصا استطاع فيها أصحاب المال والسلطة التأثير في كل من هو في طريقهم وذلك من أجل تحقيق مكاسب خاصة. وهذا ما جعل الرئيس الحالي لكينيا يقر ويعترف بأن محاربة الفساد أمر مستحيل. والأسوأ اعترافه بأن هذا الفساد موجود في المكان الذي ينام فيه “قصر الرئاسة”. وهذا ليس في كينيا فحسب، بل في جنوب إفريقيا أيضا حيث كاد جاكوب زوما أن يواجه مساءلة بشأن مزاعم فساد في مكتبه، وفي أوغندا حيث حول موسيفيني الوزارة والمناصب العليا إلى أملاك خاصة بالأسرة الحاكمة.
من الخطأ أن يُعتقد بأن الحل هو في وجود أمثال ماتيانجي أو ميشوكي في الحكومة. اقتحم الدكتور بومبي ماجيوفولي إدارة الحكومة التنزانية وقلبها رأسا على عقب، لكن للأسف فإن تنزانيا اليوم اقتصاديا أسوأ بكثير مما مضى. فالأغنياء يزدادون غنى والفقراء لا يعرفون أين سيجدون وجبتهم القادمة على الرغم من التغيير الكامل تقريبا في إدارة المؤسسات الحكومية. إن الحل الدائم يكمن في تغيير شامل في النظام الرأسمالي وكذلك بإغلاق الثغرات في السياسات التي يستطيع من خلالها أصحاب النفوذ الفاسدون تغيير ما يريدون من أمور ليس لشيء إلا لتحقيق هدف واحد وهو تحقيق الربح مهما سيكون الثمن.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بكاري محمد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا