مسلمو أراكان بحاجة إلى دولة خلافة قوية،
وليس مجرد مأوى من قبل النظام العلماني في بنغلادش
(مترجم)
الخبر:
يُقتل المسلمون كل يوم، ويتم اعتقال المئات من قبل الجيش، وعلى الأقل 30,000 فروا للنجاة بحياتهم حين بدأ جيش ميانمار حملة إبادة في أراكان. وقالت هيومن رايتس ووتش وغيرها من المنظمات الإنسانية، بأن صور الأقمار الصناعية تكشف الدمار الشامل في قرى الروهينجا. وقد صدّ حرس الحدود البنغالي المئات من الروهينجا الذين حاولوا دخول بنغلاديش. حتى إن شرطة بنغلاديش تقوم بالقبض على عامة الناس بتهمة مساعدة الروهينجا لدخول بنغلاديش.
التعليق:
مثل هذا الفعل الشنيع من إبادة جماعة من الناس على أساس دينها هو أمر نادر الحدوث في التاريخ. من الساخر بأن تلك الفظائع تُرتكب من قبل الطغمة البوذية في ميانمار، والذين يعتقدون بأنه حتى قتل حشرة هو خطيئة كبرى! لذلك، فإن هؤلاء الجناة يعدون دم الحشرات أقدس من دماء المسلمين. السلطات في العالم، مسلمة وغير مسلمة على حد سواء، تدعم القتل ضمنيًا ببقائها صامتة على هذه المجازر. الأصوات التي ارتفعت ضد عمل الطغمة البوذية الشنيع هذا ليست سوى أصوات حفنة عاجزة من الناس والمنظمات. إضافة إلى كل هذا البؤس، فإن حكام المسلمين قد تخلوا أيضا عن مسلمي الروهينجا، يضحون بإخوتهم مقابل التمسك بالحدود التي رسمها لهم المستعمر.
ويزداد الوضع سوءًا في بنغلاديش، والتي هي أقرب ملجأ لمسلمي أراكان وأملهم في الحصول على دعم من إخوانهم المسلمين. حكومة الشيخة حسينة في بنغلاديش تطلق على المسلمين اللاجئين لقب “المتسللين”، وتدفعهم للعودة إلى أرض الظلم. وترفض إعطاء ملجأ للمسلمين في أراضيها، والتي تزعم بأنها محكومة تحت ميثاق المدينة المنورة! أولئك الذين تمكنوا من دخول بنغلاديش يكابدون معاناة لا توصف من دون طعام ومأوى.
دور الحكومة والمثقفين المرتبطين بها هو أيضا مخزٍ لأنهم يعبرون باستمرار عن قلقهم إزاء عجز بنغلاديش عن توفير مأوى لهؤلاء الناس الذين لا حول لهم ولا قوة في حين يتباهون بنجاحهم في التنمية. بينما مسؤوليتهم تجاه مسلمي أراكان ليست هي فقط توفير المأوى، وإنما حمايتهم من نظام الكفار القمعي من خلال إرسال الجيش، حكومة بنغلاديش الإجرامية هذه تتحدى مشاعر الأمة، وباعت مبادئ الإسلام الأساسية مقابل القومية والعلمانية القذرة، التي انحطت بهم إلى مستوى الحيوان.
يقول رسول الله صلَّ الله عليه وسلّم: «مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعَى لهُ سائِرُ الْجسدِ بالسهَرِ والْحُمَّى» (صحيح البخاري)
أيضا، فمن الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار بأن ما يسمى بالقيم العلمانية من حقوق الإنسان غير قابلة للتطبيق عند التعامل مع المسلمين. فاليوم يتحد العالم العلماني بأكمله لإبادة المسلمين من على وجه الأرض. فهم قد شرعوا بمص دماء ونهب ثروات المسلمين في جميع أنحاء العالم. «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا». قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ». قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» (مسند أحمد)
يجب أن يُدرك المسلمون جوهر الحديث الشريف ويرفضوا القومية التي تعتبر أكبر عقبة بالنسبة لهم ليتوحدوا تحت عقيدة واحدة وقائد واحد، ويقيموا دولة الخلافة على منهاج النبوة. المزيد والمزيد من الناس يستيقظون على حقيقة أنها فقط دولة الخلافة لديها القدرة على استعادة أخوة مسلمي العالم. عندما يصبح هناك وجود للخلافة مع قيادة ورعة، عندئذ فقط يمكننا حماية المسلمين المضطهدين في العالم بما في ذلك مسلمي أراكان من خلال حشد جيشها القوي. دولة الخلافة التي لن تحمي المسلمين فقط، ولكنها ستكون أيضا ملاذا للمضطهدين غير المسلمين في العالم، كما كانت من قبل.
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود صادق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلاديش