الوضع شرق حلب “كارثي” وفرار عشرات الآلاف
(مترجم)
الخبر:
عبّر المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها الثوار شرق حلب عن يأسهم من البقاء أحياءً في ظل استمرار القتال بين الحكومة والمعارضة ووصوله عميقًا إلى نصف المدينة الذي يتواجدون فيه.
وقال الدفاع المدني السوري، وهو عبارة عن مجموعة من المتطوعين تُعرف أيضًا باسم ذوي الخوذات البيضاء، بأن ما لا يقل عن 45 شخصا معظمهم من النساء والأطفال قُتلوا وجُرح أكثر من 50 في منطقة جب القبة جراء قصف مدفعي للنظام استهدف الفارين من الصراء هناك.
وقال الصليب الأحمر، العامل على الأرض في تلك المنطقة، بأن 20 ألف مدني على الأقل فرّوا من منازلهم خلال 72 ساعة الماضية مع نجاح بعضهم من الوصول إلى ملاجئ في النصف الغربي من المدينة الذي يسيطر عليه النظام. البعض الآخر بحسب ما نقل الصليب الأحمر، تراجعوا إلى أحياء أخرى شرق المدينة. (المصدر: قناة الجزيرة الإخبارية، 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2016).
التعليق:
إن روسيا وإيران وبشار بأوامر من أمريكا ينتهجون إشعال محرقة شرسة في حلب، أما العالم فلم يعد يرى الجثث المشوهة والمقطعة، ولم يعد يسمع صرخات الألم، ولم يعد يهتم بدموع النساء والأطفال الأبرياء.
الغرب ينتظر ما يعتقد أنه سيكون نهاية “الإسلاميين” في سوريا. كان الأمر في بدايته ربيعًا عربيًا لكنه سار في اتجاه خاطئ شديد الخطأ بالنسبة لهم. فعوضًا عن أن تكون النتيجة ثورة علمانية ليبرالية، خرج المسلمون يطالبون بالإسلام. ولذلك سمحوا لبشار وروسيا وإيران بالعمل على محو المسلمين المخلصين من الوجود آملين في أن يكونوا قادرين بعدها على وضع دمية يرضون عنها.
سياسة التفريق والتقسيم هي طريقة يحاولون بها إضعافنا، فيسمون المعارضة “معتدلة” و”متطرفة”، وقد أسعدهم ما يقوم به تنظيم الدولة من قتال ضد المجاهدين، وقدموا “المساعدات” للبعض وسلحوا البعض الآخر.
أما العالم الإسلامي فإنه ليس معدوم القيادة. ألا يمتلك قادتنا الشجاعة لحماية أمة محمد عليه الصلاة والسلام؟ فإن عدموا الشجاعة فهل يعجزون عن رفع الصوت بل حتى الهمس باحتجاج على هذا الواقع؟
لدينا جيوش جرارة، أليس كذلك؟ في تركيا ومصر والأردن والسعودية؟ ألن يطلقوا القذائف تلو القذائف للدفاع عن المؤمنين المخلصين في سوريا؟ ألن يغرقوا حاملة الطائرات الروسية التي لا حق لها في غزو بلاد المسلمين وبحارهم؟ كل هذه البنادق والميداليات والأحذية الملمعة ولم تطلق ولا رصاصة واحدة على بشار وجيشه عديمي الإنسانية. ولم تسقط قنبلة أو برميلاً واحداً على رأس بشار الأسد!!
إن الحكام الحقيقيين والجيوش الحقيقية الذين يتقون الله وحده لن يقبلوا بنزول دمعة واحدة جديدة من عيون الأطفال، بل سيهبّون للدفاع عن أولئك الذين ذبحوا ليس لشيء إلا أنهم آمنوا وأحبوا الله تعالى ورسوله r وجعلوا ذلك فوق حياتهم وحياة أحبائهم.
دولة الإسلام الحقيقية كانت لتحرر الشام وتقضي على بشار وتغيث المسلمين وتعيشهم في رغد وراحة واطمئنان.
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة