حلب كشفت المستور
الخبر:
دعت ست عواصم غربية بينها واشنطن وباريس الأربعاء إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في حلب، بعد تقدم جديد لقوات النظام وسيطرتها على أحياء حلب القديمة، ما يحصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبيا من الأحياء الجنوبية الشرقية.
وجاء ذلك بعد ساعات من دعوة الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى “هدنة إنسانية فورية” من خمسة أيام لإجلاء الجرحى والمدنيين، في وقت تجاوز عدد النازحين من الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، ثمانين ألفا منذ بدء الهجوم عليها في منتصف تشرين الثاني. (المصدر: النهار)
التعليق:
اجتمع الشرق والغرب والعملاء والخونة على حرب أهل سوريا، بقيادة أم الإرهاب أمريكا، وأدواتها في القتل والتدمير إيران وروسيا وغيرهما فشردوا ملايين البشر وقتلوا وجرحوا مئات الآلاف بل الملايين، ومستخدمين كذلك أدوات صراع محلية باسم فصائل وتنظيمات مقاتلة، أغلبها أسس من قبل وكالات الاستخبارات العالمية والمحلية، رفعت شعارات متعددة أغلبها شعارات إسلامية، حولت الثورة من ثورة لإسقاط النظام، إلى صراع دامٍ على فتات ومكتسبات بين هذه الفصائل، بإدارة أجهزة الاستخبارات المختلفة التابعة للدول الكبرى والمحلية، فكانت روسيا أداة أمريكا في تدمير وحرق الشجر والحجر والبشر من البحر والجو، وكانت عميلتها إيران وحزبها في لبنان وفصائلها في العراق، هي من يدير المعركة على الأرض، بعد انهيار شبه كامل لجيش المجرم بشار، مستغلين انشغال ما يسمى بفصائل المعارضة بالاقتتال البيني على الكعكة قبل الحصول عليها!
والآن بعد تراجع فصائل المعارضة وانسحابها من أغلب أحياء حلب، وتقدم القوات التابعة للنظام والمشكلة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب إيران وأتباعهم من بقايا جيش بشار وغيرهم، تعرض هذه الفصائل “هدنة إنسانية فورية” من خمسة أيام لإجلاء الجرحى والمدنيين، ثم تدعو أم الإرهاب أمريكا وخمس دول أخرى إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، وذلك بعد أن تحقق لأمريكا والغرب تدمير المدن السورية وعلى رأسها حلب.
يحدث هذا والدول العربية تعقد مؤتمرا هنا ومؤتمرا هناك، وكأن الأمر لا يعنيهم، بل على العكس فقد اعترف بعض مجرميهم كالسيسي بأنه يدعم السفاح بشار في قتله للناس، وكذلك تركيا أردوغان فإنها تراقب القتل والتدمير، وتطلق وابلا من التصريحات على ألسنة مسؤوليها، لا تقدم ولا تؤخر، ظنا منهم أنهم في منأى عن الجرائم التي تحدث في سوريا، فكانت بحق حلب كاشفة لكل الأقنعة التي يلبسها الحكام وبعض قادة الفصائل المسلحة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم