«الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»
في ظل تداعي الأمم على المسلمين
الخبر:
أكد قائد التحالف الدولي اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، في مقابلة مع وكالة “رويترز” على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول خلال زيارة مع قادة عسكريين كبار، أن قوات التحالف بحاجة إلى ضمان وجود دائم في العراق “مهما طال ذلك”. وقال تاونسند، إن “القوات العراقية حققت تقدما كبيرا منذ أن اجتاح التنظيم شمال البلاد في 2014″، لافتا إلى أنه “ما تزال هناك معركة صعبة في العراق حتى لو هزم داعش في الموصل”. مشيرا إلى أن “الحملة على داعش في الرقة أكثر تعقيدا من الموصل ويتوقع أن تستغرق وقتا أطول”.
التعليق:
يتزامن هذا التصريح مع إعلان رئيسة الوزراء البريطانية، التي شاركت في مؤتمر القمة الخليجية الذي عقد في المنامة في البحرين، بسط الرعاية البريطانية لدول الخليج لحمايتها من الخطر الإيراني، حيث قالت: “رخاؤكم هو رخاؤنا تماماً مثلما أن أمن الخليج هو أمننا”. مؤكدة: «إنني مفتوحة العينين حيال التهديد الذي تمثله إيران للخليج والشرق الأوسط على نطاق واسع». بينما يمضي الرئيس الروسي بوتين بتعزيز الوجود العسكري لروسيا في سوريا، وصرح، في مقابلته مع قناة “إن تي في بأن الأحادية القطبية (مشيراً إلى الهيمنة الأمريكية) قد انتهت، وأن روسيا عازمة على استعادة التوازن في العالم”. يضاف إلى هذا قيام الرئيس الفرنسي، في 2016/12/9، بزيارة حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي تشارك في الحرب المسعورة التي تهدف إلى إبادة المسلمين، أو استعباد من نجا منهم من حمم القنابل والصواريخ.
إذن كالمعتاد، يصول قادة الدول الاستعمارية ويجولون في بلاد المسلمين، تحت ستار رقيق من “شرعية الوجود” بناء على طلب الحكام العبيد في سوريا والعراق والخليج وتركيا. وإذا كان المثل الشعبي يقول: “المال السائب” يعلم السرقة، فإن واقع حكام المسلمين أنهم يتهافتون لاسترضاء سادتهم في الغرب، بل لا يتعبون أنفسهم بإدانة الجرائم الوحشية التي يقوم بها الجيش الروسي في حلب وسوريا، فضلا عن أن يقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الإجرام، بل ينسق أردوغان مع الروس عملية درع الفرات لعدم إغضابهم تاركاً حلب للهلاك على أيدي طاغية الشام وعصاباته، وهو الذي سبق أن وعد بمنع حماة ثانية، بينما يخطب حكام الخليج ود حاكمة بريطانيا لتدفع عنهم شر جارهم شرقي الخليج، بينما يتولى حاكم العراق تدمير شمال العراق وغربه بالنيابة عن أمريكا.
وما هذا كله إلا نتيجة لغياب الدرع الواقي، كما جاء في الحديث الشريف: «الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». فبعد أن أعرض هؤلاء الحكام عن شرع الله لاذوا بعواصم الكفر يطلبون رضاها، بينما علماء المسلمين، الذي يفترض بهم أن يكونوا ورثة الأنبياء، مشغولون بأنهم صم عمي بكم فهم لا ينطقون بالحق ولا ينكرون على الحكام الظلمة جرائمهم وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، ولا تروعهم دماء المسلمين الزكية التي تشكو إلى الله ظلم الحكام وتقاعس العلماء وخذلان الأمة لهم في محنتهم، فمنهم من يقضي نحبه تحت الأنقاض ومنهم من يهيم على وجهه في الفيافي طلبا للسلامة.
أما ونحن نستظل بذكرى هجرة الرسول الحبيب إلى يثرب، فنسأل الله أن يقيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه الإسلام وأهله ويذل فيه الشرك وأهله، وأن ييسر لهذا الدين رجالاً مؤمنين أقوياء أتقياء يحبون الله ورسوله فينصروا دين الله فيفوزوا برضوان الله، إنك ولي ذلك والقادر عليه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير