Take a fresh look at your lifestyle.

الغنوشي يُحرّف الكلم عن مواضعه

 

الغنوشي يُحرّف الكلم عن مواضعه

 

 

الخبر:

في مؤتمر حوارات المتوسط في روما الذي عُقد برعاية الخارجية الإيطالية وبحضور أكثر من خمسين وزير خارجية ما بين 8 – 10 من الشهر الجاري تحدّث رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي عن موقفه في عديد من القضايا فقال: “إن الإرهاب والتطرف لا مكان لهما في الإسلام الأصيل”، وزعم أنّ “التفسير المدمر للإسلام لا يمكن أن يُهزم إلا من خلال الأفكار الديمقراطية والحرية”، وأضاف “التحدي الآن هو جعل الإسلام قوة معتدلة قائمة على التسامح، لهذا السبب يجب علينا محاربة التطرف وأعني هنا التفسير غير الصحيح للإسلام، فمفهوم الجهاد يُمكن أن يُفسر بشكلٍ مختلف، والمتطرفون يرون أنها المعركة ضد غير المسلمين، ولكن هذا ليس صحيحاً”، وقال بأنّ “الإسلام طوال تاريخه قد اعترف بحرية العقيدة”، وادَّعى أنّ “الحضارة الإسلامية في العراق أو دمشق كانت تقوم على أساس تعددية الأديان التي كانت دائماً مكفولة”.

 

التعليق:

 

إنّه لمن المثير للغرابة أن يتحدّث شخص كالغنوشي الذي يُعتبر رئيساً لحركةٍ إسلامية عن الإسلام بهذا المنطق المُعادي للفكر الإسلامي، وكأنّه شخص لا ينتمي إلى أمة الإسلام، فهو يتحدث من منطلق الفكر الغربي الديمقراطي الذي يُناقض الإسلام في قواعده وأصوله، يتحدث كمستشرق حاقد كل همه الطعن بأحكام وأفكار الإسلام، فقوله مثلاً إنّ “التفسير المدمر للإسلام لا يمكن أن يهزم إلا من خلال الأفكار الديمقراطية والحرية” على حد زعمه، يحصر مقياس الأفكار الصحيح بميزان المفاهيم الغربية المناقضة لمفاهيم الإسلام، فيجعل من الديمقراطية التي تجعل التشريع للبشر وليس لله هي الأساس والمقياس عنده، وليس العقيدة الإسلامية التي لم يأت على ذكرها، ثمّ إنّ قوله بأنّ الحضارة الإسلامية تقوم على أساس تعددية الأديان فهو كذب وتزوير للتاريخ، فالحضارة الإسلامية هي مفاهيم إسلامية منبثقة عن العقيدة الإسلامية، ومقياسها الحلال والحرام ولا مكان للحرية فيها لا من قريب ولا من بعيد، فأي تلفيق هذا الذي يقوم به الغنوشي ليسترضي زعماء الكفر في مؤتمراتهم؟!

 

والأنكى من ذلك كله أنّ الغنوشي يُفسّر الجهاد تفسيراً عجيباً غريباً يسترضي فيه الكفار، فيدعي أنّ تفسير الجهاد بأنّه ضد غير المسلمين ليس صحيحاً، فهو أولاً لم يستخدم كلمة الكفار حرصاً على مشاعر الحضور الكفار، وثانياً ينفي أن يكون هناك جهاد ضد غير المسلمين، وكأنّه لم يقرأ عشرات النصوص القطعية عن الجهاد ضد الكفار في الكتاب والسنة، أو على الأصح فهو قرأها لكنه لم يجرؤ على ذكرها، فأي تحريف وتلبيس للمفاهيم هذا الذي يفعله الغنوشي؟ وأين هم رجال حركته الإسلامية من هذا الشطط في تناوله للفكر الإسلامي وكأنّه فرع من الفكر الديمقراطي الكافر؟!

 

إنّه لعارٌ على الحركة الإسلامية أنْ ينتسب مثل هذا الرجل إليها، وقد حان الأوان لوضع حدٍ لافتراءاته المُتكررة على الإسلام، وتزلفه للعلمانيين بشكلٍ لم يعُد يُحتمل أو يُطاق.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الخطواني

 

 

2016_12_14_TLK_1_OK.pdf