ذكرى المولد توجب العمل لإعادة سلطان الإسلام
الخبر:
يحتفل المسلمون في مثل هذه الأيام من ربيع الأول من كل عام، بمولد النبي ﷺ، ويأخذ الاحتفال شكلاً رسمياً في كثير من الدول، فتتدافع بعض دويلات الضرار، القائمة في بلاد المسلمين، بتبني هذه الاحتفالات، وإطلاق العطلات الرسمية، وإلقاء الخطابات، نفاقاً لمشاعر المسلمين، المحبين لنبيهم الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
التعليق:
أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً ﷺ ليُخرِجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النور، في فترة من الزمن كان الناس قد ألفوا العيش في الظلمات، فيظلِمون ويجورون، ويعتدون، ويقتلون، ولا يتناصرون، حتى غدت أفعالهم كالغاب، وحياتهم كالسراب تماما كحال العالم الذي نعيش فيه اليوم فالشام والعراق واليمن وبورما تعكس نفس صورة الظلمات الجاهلية… والقائمة تطول.
والأنثى عندهم في ذلك الزمن تُشترى وتُباع، حتى صارت من سقْطِ المتاع، وهذا عين ما تعيشه المرأة في أرقى دول العالم اليوم، بسبب الحرية الشخصية، والاتفاقيات الدولية، حسب وجهة النظر الرأسمالية الغربية التي تفرض على الدول فرضاً، من قبل الدول الغربية.
أُرسِل النبي الكريم ﷺ وقد ضجَّ المجتمع بالفساد، واستعلى الظلم وساد، وعمَّ البلادَ والعباد؛ وقد طالَ الليل، وعمَّ الويل تماما كحالنا اليوم؛ القوي يأكل الضعيف؛ الذي يموت غير مأسوف عليه فهو لا يستحق الحياة ما دام ضعيفاً.
إنَّ الاحتفال بذكرى ولادة رسولنا الكريم ﷺ يجب أن يكون من أجل أن نلتزم بسنته، ونسيرَ على نهجه، ونعملَ بشريعته، وندعُوَ إلى تطبيق رسالة السماء التي جاء بها، في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ التي لا وجود للإسلام وجوداً فعالا مؤثراً إلا بها، فلا قيمة لأي نظام في الدنيا من غير سلطان يطبقه.
خليلَيَّ سـيرا نَحْوَ طيبـةَ واقصدا مـنازِلَ عِـزٍّ بينـها ومــغانِيا
رسولاً شفى جَرحَ الشعوب وكلما تبدَّى الأسـى كان الطبيبَ الْمُداوِيا
أصيخا له فـي جانبِ القبرِ واسمعا أنيناً بـدا فـي روعـة الليل داوِيا
يَطُلُّ علينا سـائِلاً: أين سُـنَّتي؟ وأين كتـابُ الله للناسِ هـاديا؟!
وأين شِعاري في الورى أين أمتي؟! وأين تعاليمـي؟! وأين مَـنارِيا؟!
نسجتُ لكم نسجاً من العِزِّ والتقى فمزَّقْتُمُ نسـجي وصـرتُم أعـادِيا
تقيمون لِيَ الذكرى بأكلٍ ونغمـةٍ وذِكْرايَ أنْ تسروا كما كنتُ سارِيا
وأنْ تجعلوا ذِكراي درْسـاً يُفيدُكم ويجعلُ مـنكم سـادةَ الناسِ ثانيا
حياتي لكم درْسٌ وسَيْري لكم هدى وخيرُ الْهُدى هدْيي لِمَنْ جدَّ ساريا
ومن طبَّق القرآنَ فـي كلِّ أمـره ينل من فيوضِ الله ما كان راجيا
فلنغذ، أيها المسلمون، السير والخطى، لإقامة صرح الحياة الطيبة، في طاعة الله، التي جاء بنهجها النبي الأعظم ﷺ.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار – أم أواب