بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الحرص على الحديث
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب الحرص على الحديث”.
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال: قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ“.
لا شك أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد كرمه ربه وفضله على سائر الخلق، فقد ميّزه الله سبحانه عن العالمين وأعطاه ما لم يعطِ أحدا سواه، وممّا أعطاه ربّه الشفاعة، فلا يشفع أحد من الأنبياء والمرسلين لأحد؛ ولكن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، يشفع لأمته: شفاعة لأهل الجنة وشفاعة لأهل النار، وهذه الشفاعة لا تكون إلا بإذن من الله سبحانه، وهذا الإذن ليدل على رضا الله عن الشافع والمشفوع له.
أيها المسلمون:
وفي هذا الكلام الذي يخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم دافع وقوة كبيرة، تدفع بنا لمحبته صلى الله عليه وسلم، فقد حرص علينا كل الحرص، فلا أقل من أن نعمل وفق ما يريد ويحب، كيف لا وهو الذي يخاف علينا كل الخوف من أن نخرج عن سيرته؟ فهذا الإخبار عن الشفاعة ليشكل لنا صورة واضحة لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، فهذا الحديث رسالة واضحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، بأن يحب قدوته ومعلمه وقائده محمد صلى الله عليه وسلم، والمحبة قول وعمل، فلنعمل بسنته ولنلتزم طريقته خاصة عندما تدلهم الخطوب، فهذا والله ما تحتاجه الأمة هذه الأيام للخروج من واقعها الأليم، فتعمل مع العاملين ليعود للإسلام مجده، ويعود للدين عزّه من خلال الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها الحبيب.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم