هجوم إرهابي في لندن كان المسلم فيه هو الضحية لا الجاني!
(مترجم)
الخبر:
ذكرت التقارير بأن شرطة النقل البريطانية تم استدعاؤها إلى سكة الحديد في لندن “المحطة الساعة 1:18 بعد الظهر” في 12 كانون الأول/ديسمبر، “وذلك بعد تلقي بلاغات بأن رجلا قد تعرض لاعتداء على متن قطار. وقد نقل الرجل ذو الأربعين عامًا إلى المستشفى بعد إصابته بجروح نتيجة تعرضه للطعن. ولا يزال يرقد في المستشفى وحالته خطيرة إلا أنها لا تهدد حياته”. وعلى الرغم من أن العديد من الشهود ذكروا بأن المهاجم كان يستهدف المسلمين وهو في حالة هياج مليئة بالكراهية ولفترة طويلة مستخدما سكينا في القطار ومن ثم خرج منه عبر محطة غابات هيل، إلا أن الشرطة لم تعلن أن هذا “حادث إرهابي”.
التعليق:
لو كان المهاجم مسلما ونادى بموت اليهود أو النصارى لحظيت القصة باهتمام أكبر من هذا بكثير، ولنالت تغطية إعلامية بطريقة مختلفة تماما. بعد مرور تسع ساعات كاملة على الهجوم، أظهر بحث على أخبار غوغل 29 تقريرا فقط عن هذا الحادث، ومن ثم ارتفع بعد مرور ساعة من الزمن إلى 31. كانت غالبية التقارير صادرة عن وكالات أنباء محلية صغيرة ومصادر غامضة أخرى، ولم تذكر هذه التقارير إلا شهادات من عاينوا الحادث وبيان شرطة النقل البريطانية بأنه لم يكن “حادثا إرهابيا”. أما شرطة العاصمة فلم تعلق على الحدث.
أفاد العديد من شهود العيان بأن الهجوم كان موجها ضد من هو مسلم. وقالت إيما بندر للدايلي ميرور: “جاء الرجل مهرولا يحمل سكينا في المحطة، وبدأ الجميع بالركض والصراخ. كان يصرخ ويقول: “أيا كان مسلما، سأقتلك” كان يبحث عن أي مسلم. والكل كان يركض ويصرخ. مشى في الشارع ذهابا وإيابا لحوالي 15 دقيقة”. رجل آخر يدعى ريتشارد تحدث لراديو إل بي سي قائلا: “أول الأمر اقترب رجل يحمل سكينا من امرأة ترتدي الحجاب تقف في القطار… لوح بالسكين أمامها وقال “لا أريد أن أقتل امرأة مسلمة اليوم. أريد قتل رجل مسلم”. شاهد آخر قال بأن المهاجم “وجه سكينه لامرأة تلبس الحجاب وسألها: “أين رجلك؟”.
كانت محطة سكة الحديد في لندن مسرحا لمشهد عنف اليوم حيث فر الركاب واختبأوا خوفا من رجل مخبول يحمل سكينا، لكن أحدا من سياسيي المملكة المتحدة لم يعلق بشيء، ولم تتم الإجابة عن الكيفية التي أصبح فيها المهاجم متطرفا أو الدافع وراء فعلته: هل كان ذاتيا أم مرتبطا بواحدة من جماعات الكراهية العديدة التي تعمل في أوروبا، والتي حظر وزير الداخلية إحداها بموجب قانون (الإرهاب) لعام 2000 في ذات اليوم، كون هذا الهجوم وقع بحق راكب مسلم. إن الاختلاف في التقارير المتعلقة بالجرائم ذات الطابع الأيديولوجي فيما إذا كان المسلم هو الضحية أم الجاني أمر لافت للنظر فعلا. فإذا ما كان الجاني مسلما، فإن البحث عن الذات الوطنية والإشارة بأصابع الاتهام إلى المسلمين في المملكة المتحدة سيكون قويا وذا أمد طويل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين