بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الدعاء عند النداء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي بتصرف في “باب الدعاء عند النداء”.
حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة”.
الحمد لله على نعمة الإسلام الذي بين لنا طريقة التعبد ووضح لنا سبل الحصول على الأجر، الحمد لله على نعمة الإسلام العظيمة حيث لا دين ولا شرائع جعلت من الذكر والدعاء والتلفظ بما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم أجرا كبيرا، الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
أيها المسلمون:
هكذا هي حياة المسلم كلها ذكر لله، فهو يبدأ صباحه بأصبحنا وأصبح الملك لله وبتحية الإسلام “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، فإذا دخل بيت الخلاء قال: أعوذ بالله من الخبث والخبائث، وإذا خرج قال: غفرانك، وإذا لبس دعا وذكر الله، وإذا خرج من بيته ذكر الله، وإذا ركب في السيارة دعا بدعاء السفر، وإذا دخل السوق دعا بدعاء دخول السوق، وإذا أمسى دعا بأمسينا وأمسى الملك لله، وهكذا فالأحاديث التي يقضي المسلم فيها نهاره كثيرة. فهو يعيش في حالة من التواصل مع الله كفيلة بأن تجعله يعيش في راحة بال وطمأنينة ليس بعدها طمأنينة. ولكن لما غابت الحياة الإسلامية من حياة المسلمين، وحلت مكانها مفاهيم الدنيا التافهة والنفعية المقيتة والمادية الزائلة، بدأ الشعور بالتعب والشقاء، فلم يعد قوله تعالى: “واذكر ربك ذكرا كثيرا” ولم يعد قوله تعالى: “فاذكروني أذكركم“، بل أصبح حال الأمة ينطق به “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا“. وما لم تعمل الأمة اليوم لاستئناف الحياة الإسلامية من خلال العمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستطبق أحكام الإسلام كاملة، فلن تعود هذه الأجواء الروحانية، تلك الأجواء الحقيقية التي أرادها الله لنا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم