بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الشكر للدعاة العاملين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ”. (حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بأسانيد الصحيحين).
إن خير الكلام هو كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمور عديدة نلمسها ونلمس أثرها كل يوم، ونعلم واقعها. عندما يطلب أحد العون والنصر والتمكين يجب أن نرى إذا كان طلبه لا يخالف أمرًا لله ولا يعصيه، فإن كان كذلك وجب علينا أن نعينه وننصره ونسهل عليه بما استطعنا ونجيره مما يخاف منه، أما إذا كان طلبه فيما لا يرضي الله ويغضبه عز وجل، فلا يجب أن يخدعنا وجهه الحزين ولا كلامه المعسول.
يخبر الحديث بأنه يجب أن نستجيب لداعي الله إذا دعا لما يحب الله ويرضى. وها نحن ندعو إلى ما يحب الله ويرضى عنه، فهل من مستجيب لدعواتنا إلى تحكيم شرع الله وإعادة الأمور إلى نصابها؟ هل من محقق لعزة المسلمين في الدنيا ليكسب أجرًا عظيمًا في الآخرة؟ لماذا يقف أهل النصرة مكتوفي الأيدي فلا ينصروننا ويمنعوننا أعداءنا ويسيروا معنا في الطريق المستقيم؟!
أما القسم الآخر من الحديث فيتحدث عن الذين يقدمون خيرًا، فيحثنا على أن لا نكون منكرين للمعروف، بل نكون شاكرين لأصحابه بما نستطيع من جزاء، فإن لم نجد شيئًا نكافئهم به فلندعو لهم بالسر والعلانية.
فما بالنا لا نسلك ما حثّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ونهتدي بهديه عليه الصلاة والسلام؟! نحن المسلمين علينا أن لا نقف عقبة أمام دعاة الله، علينا أن نشد على أيديهم من أجل الوصول إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى، بل علينا أن نسلك طريقهم، ونصاحبهم في مسلكهم، حتى ننال ما سينالونه من عملهم، لا أن نحكِّم الهوى وما يناسب الواقع فنتركه على حاله، إن تغيير الواقع يكون بأيدينا وبعملنا المخلص لله تعالى.
الله نسأل أن نكون ممن يعملون لمرضاته عز وجل، ومن السالكين لطريق الحق طريق المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأن نكون من الشاكرين المكافئين للعاملين لخدمة هذا الدين، وأن يبعد عنا كل أفاك منافق يضل العباد ويغضب الله.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح