أمريكا لسان حالها يفضح صراعها وتآمرها
الخبر:
باربرا بودين: إذا ما جرى التقسيم لليمن في ضوء خطة الأقاليم فسينتهي البلد بمجموعة دويلات فاشلة. (حسب موقع المستقبل الإخباري).
التعليق:
تعتبر السفيرة الأمريكية السابقة في اليمن باربرا بودين واحدة من أكثر الممارسين الفاعلين للسياسة الأمريكية في اليمن والتي تشغل حالياً منصب مديرة معهد الدراسات الدبلوماسية في جامعة جورج تاون، ولأهمية المنصب الذي تشغله فقد استضافتها مؤخرا مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في ندوة بعنوان: “الحرب في اليمن، هل من نهاية تلوح في الأفق”.
لقد استعرضت في مجمل حديثها الدور الأمريكي في الحرب على اليمن، فقد أكدت أن واشنطن متورطة، وطرف في الصراع منذ اليوم الأول وإنما في الآونة الأخيرة أصبح علنياً، فقد اعتبرت القرار الأممي 2216 بأنه غير عقلاني؛ حيث يطلب من الحوثيين تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن كشرط مسبق لأي مفاوضات، أي الاستسلام قبل بدء أي مفاوضات، في إشارة منها إلى دعم أمريكا للحوثيين سياسياً كما تدعمهم عسكرياً.
أما بالنسبة لتقسيم اليمن فقد أشارت إلى إحدى المفارقات، وهي أنه كان التوقع دائماً إن تقسمت البلاد فإن الحكومة التقليدية المركزية الشرعية ستكون في صنعاء، وما انقسم سيرتكز على عدن؛ لكن ما تبدو عليه الأمور اليوم هو أنه إن انقسمت البلاد فسينتهي الأمر بالحوثيين في صنعاء وهادي وحكومته في عدن عكس ما توقع الجميع، وذلك في إشارة منها لما تعمل عليه أمريكا بكل وضوح بالسير في مشروع الانفصال، وأن النظام الاتحادي الفدرالي بأقاليمه الستة ليس مطلبهم.
وهنا لا بد من التوجه لأهل اليمن بالقول: أليس بعد هذا البيان الواضح من ساسة أمريكا أنفسهم وبكل جرأة وصراحة، أنهم طرف رئيسي في الصراع على اليمن، وأن ما يرمون له هو فصل اليمن شماله عن جنوبه كما عملت بالسودان وليس ذلك منا ببعيد؟!!!.
إن فاتورة الصراع الدولي على اليمن قد ثقل وزنها من دماء وأعراض وأموال أهل اليمن مقابل صراع دولي ليس لهم ناقةٌ فيه ولا جمل، فهلا وضع أهل اليمن حداً لهذا الصراع، وحكموا بينهم شرع ربهم، وعملوا مع المخلصين لإقامة دولتهم، دولة الخلافة على منهاج النبوة ليسعدوا في الدارين؟! قال تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – اليمن