يا قادة الفصائل المتخاذلة!
لا زال الباب مفتوحا للتوبة وتصحيح المسار
الخبر:
استمرار عمليات الإجلاء من حلب وريف إدلب (الجزيرة نت)
التعليق:
بعد كل ما أبداه أهل حلب الشهباء من مقاومة وصمود – أمام كل من اشترك في قتالهم وتحت كل ما ألقي عليهم من أحدث أسلحة الدمار وأكثرها فتكا – صمود أذهل أمريكا وأتباعها وأرعبهم، فكادوا لهم كيدا “رأسماليا نفعيا” يتحكم فيه المال القذر في قرارات المنتفعين من قادة الفصائل التي حادت عن الثورة وثوابتها، ويجعلهم خانعين خاضعين ولو على حساب دينهم وسمعتهم ولو أدى إلى بيع الثورة والبلاد والعباد، والسكوت على قتل الأهل أو تعرضهم للمعاناة والتشريد.
وتحت وطأة التآمر التركي الروسي وغفلة “المعارضة المعتدلة” الموالية لتركيا وبحجة إنقاذ المدنيين، ها هي مناطق شرق حلب تتعرض لتفريغ سكانها منها قسرا في عملية تسليم ممنهج، يتحمل وزره أنتم يا من خرجتم بداية ضد بشار، ثم أنتم الآن خُدعتم وغُرر بكم وأجبرتم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مرات ومرات ليكون آخرها في أستانة عاصمة كازاخستان لتثبيت حكم من خرجتم وثرتم لقلعه.
فيا قادة الفصائل: ما الذي أصابكم حتى انهزمتم أمام هؤلاء الكفرة وأنتم الحماة البررة وأهل القرآن وعباد الرحمن وإنكم لم تكونوا يوما بحاجة إليهم ولا إلى أذنابهم، بل إنهم ما دلسوا عليكم وأطمعوكم بمالهم السياسي القذر إلا بسبب خوفهم ورعبهم منكم يوم كنتم سائرين بمعية الله متوكلين عليه مستنصرين به، متمثلين بالقادة المسلمين، أوائل الفاتحين لبلاد الشام خالد بن الوليد وأبي عبيدة وضرار…
نذكركم بأن النصر قادم لا محالة والوعد قائم بإذن الله، وسيكتب التاريخ عن الثورة ووقائعها وستُدرس للأجيال تفصيلاتها، وستُكتب أسماؤكم وأعمالكم، فماذا عساكم أنتم أو أبناؤكم تقولون للدفاع عما اقترفت أياديكم؟! بل وستكتب في صحائفكم وستعرض عليكم يوم القيامة، يوم الحساب والفصل، فماذا عساكم تجيبون الله تعالى وهو أعلم بكم وبأعمالكم وبما أخفيتم في صدوركم، وستنطق عنكم جوارحكم؟!
وها هي حاضنتكم الشعبية في سوريا قد بدأت تلفظكم، فأروها خيرا وسارعوا للنجاة بأنفسكم، واخلعوا عنكم لباس الغدر والخيانة لأمتكم ولأهليكم فلا زال الباب مفتوحا، وإن فاتكم نصرٌ عاجل فلا يفوتنكم بتوبتكم ثوابٌ آجل، والصبر الصبر.
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله