ماليزيا تقدم معونات إنسانية إلى الروهينجا في ولاية راخين في ميانمار!
(مترجم)
الخبر:
خلال اجتماع وزراء خارجية الآسيان في يانجون في 19 من كانون الأول/ديسمبر، تعهّدت ماليزيا بتقديم معونات إنسانية كمساعدة للتخفيف من معاناة الروهينجا الذين يتعرضون لاضطهاد عرقي في ميانمار. وفي كلمته أمام الوفود، كرر وزير الخارجية الماليزي داتوك سيري أنيفا أمان بأن على المجموعة تنسيق وصول المساعدات إلى ولاية راخين الفقيرة في ميانمار، حيث يسكن معظم الروهينجا. وقال: “أولاً (نحن) نعتقد بأن المسألة الأكثر إلحاحًا هي (توفير الخدمات الاجتماعية) للناس في المناطق المتضررة. ونحن ندعو إلى الوصول إلى المناطق المتضررة دون عوائق”. [أخبار Straits Time، 19 كانون الأول/ديسمبر 2016].
التعليق:
لماذا ننتهج الإجراءات العقيمة ذاتها عند التعامل مع الفظائع التي ترتكب ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم؟ ألا نملك حلولاً أخرى للدفاع عن حقوق إخوتنا وأخواتنا وهم يتعرضون للذبح؟ هل فقدنا قدرتنا على اختيار الطريقة الأنجع للتعامل مع الظلم لرده؟ إنه أمر معلوم مفهوم بأن المسلمين في ماليزيا يتمتعون بعقود من السلام والازدهار. ومع ذلك، فإن كوننا نملك وفرة من الطعام والحياة الجيدة هنا فهل هذا يعني أن يكون أقصى همّنا هو ملء بطوننا والنوم جيدًا على أسرّة مريحة؟ يبدو أنه وبغض النظر عن المكان والزمان الذي يفجع فيهما المسلمون بفظائع وويلات، فإن الجواب التقليدي استجابة لها هو تقديم المساعدات الإنسانية للضحايا لفترة من الزمن! إنه أمر مؤلم جدًا أن نتخيل أننا نتدنى في عزائمنا إلى درجة لو كانت فيها أخواتنا اللاتي يعشن قريبًا منا يتعرضن للاغتصاب، فإن أقصى ما نقدمه هو جمع المال والغذاء والدواء لهذه الأخت المسكينة كونها بعدما تعرضت له من محنة عظيمة مصابة قطعًا بالتعب والرضوض والجوع!!
عندما تعرض أهل فلسطين للذبح، وعندما تعرض إخواننا وأخواتنا في سوريا للذبح، رفعنا صوتنا عاليًا في وجه حكام العرب لعدم إرسالهم أي جندي للدفاع عنهم. ولكن الآن، تعرض المسلمون في فنائنا الخلفي لإبادة جماعية، فأين هي جيوشنا؟ وأين هي الدعوات لقادتنا بأن يحشدوا قواتنا العسكرية التي تعد بالملايين؟
إذا ما بقينا منقسمين هكذا لأمم وطوائف شتى، فلن يكون هناك أي حل عادل لإخوتنا وأخواتنا أينما كانوا إلاّ بحماية كاملة لحقوقهم يوفرها لهم الخليفة: الدرع الوحيد لأمة الإسلام. ولنتذكر بأن كل واحد من هؤلاء المسلمين هو إنسان كريم عزيز عند الله تعالى. فقد جعل الله هدم الكعبة أهون وأقل جرما من أن يراق دم مسلم بغير حق. إن هذه الجرائم التي شهدناها على مدى عقود ليست إلا لفقدنا درعنا الحامي: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه مسلم)
أيها المسلمون في ماليزيا، ندعوكم إلى العمل الصحيح، ندعوكم إلى السعي للخلاص الحقيقي وحماية أنفسكم من الخرافات الأيديولوجية العلمانية القائمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف إدريس – ماليزيا